بعد أن تولى مراد الثاني السلطنة خلفا لأبيه محمد جلبي رأى أن عليه أن يعيد الإمارات في الأناضول إلى حظيرة الدولة العثمانية، فعقد هدنة مع ملك المجر مدتها خمس سنوات، وصالح أمير قرمان، وأما إمبراطور القسطنطينية فطلب منه التعهد بعدم قتاله وطلب أن يسلمه مراد اثنين من أخوته كرهائن وأنه إذا فكر بالحرب فسيطلق سراح عم السلطان مصطفى بن بايزيد المحجوز في سلانيك وهو المنافس لمراد في السلطنة، فرفض مراد هذا الشرط فأطلق الإمبراطور مصطفى ودعمه بعشارت المراكب لحصار مدينة غاليبولي فلم يتمكن مصطفى من مراده واتجه نحو أدرنه بعد أن ترك قوة محاصرة لقلعة غاليبولي، وفي أدرنه واجهه القائد بايزيد باشا فقاتله فقتله مصطفى وتابع سيره إلى مراد ولكن كثيرا من الأمراء الذين كانوا معه لم يطيعوه فتركوه فعاد إلى غاليبولي حيث قبض عليه فيها وقتل وانتقاما لما فعله الإمبراطور القسطنطيني سار مراد بن محمد بن بايزيد في شهر رجب من برصا إلى اسطنبول وهي قسطنطينية ونزل عليها أول شعبان، وقطع عامة أشجارها، ومنع عنها الميرة، حتى فرغ شهر رمضان من غير حرب، سوى مرة واحدة في يوم الجمعة ثالث رمضان، فإنه زحف على المدينة فكان بينه وبين أهلها حرب شديدة، فتخلى عنه عسكره، وبينما هو في ذلك إذ جاءه أخوه مصطفى، وكان في مملكة محمد باك بن قرمان، فتفرق عن مراد عسكره، وكانوا نحو مائة وخمسين ألفاً، حتى بقي في زهاء عشرين ألفاً، والتجأ مصطفى إلى اسطنبول، وواقف مراد نحو شهر، وقد عجز عنه مراد لمخالفة عسكره عليه.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً