بعد أن جاء وفد من مصر مظهرين العمرة وجاؤوا المدينة وناقشوا عثمان في بعض الأمر وأظهروا الشكوى والتأفف منه حتى أقنعهم بما يراه حتى خرجوا من عنده راجعين لمصر ثم جاء وفد من مصر وتواعدوا مع وفد الكوفة ووفد البصرة في المدينة ولكن عدد من الصحابة على رأسهم علي بن أبي طالب قام بمواجهتهم قبل دخول المدينة مما أخافهم فأظهروا الرجوع إلى أمصارهم ولكن لم يلبث أهل المدينة بعد عودة علي ومن معه إلا وهؤلاء في المدينة يكبرون وقد قاموا بمحاصرة دار عثمان وزعموا أن عثمان بعث كتابا بقتل وفد مصر ورجع الباقون معهم تضامنا وكان الحصار في بدايته يسيرا يخرج عثمان فيصلي بالناس ويأتيه من يأتيه من الصحابة ثم اشتد الحصار وأراد الصحابة في المدينة قتال هؤلاء المنحرفين ولكن عثمان أبى عليهم ذلك ولم يرد أن يحدث شيء بسببه يكون فيه سفك للدماء واشتد الحصار حتى منعوه حتى الماء، ثم وصلت الأخبار أن إمدادات جاءت لنجدة الخليفة فاستعجل المنحرفون الأمر فأرادوا الدخول على عثمان فمنعهم الحسن بن علي وعبدالله بن الزبير وغيره فتسوروا الدار ودخلوه عنوة فقتلوا عثمان بن عفان رضي الله عنه في داره آمنا وقتلوا معه غلامين له وأصيبت زوجته نائلة ونهبت الدار ونهبوا كذلك بيت المال، وكانت مدة خلافته اثنتي عشرة سنة إلا أياما فجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ذو النورين سمي بذلك لأنه تزوج ابنتي النبي صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً