[اغتيال شاور بن مجير السعدي وزير العاضد العبيدي (الفاطمي).]
العام الهجري:٥٦٤
العام الميلادي:١١٦٨
تفاصيل الحدث:
لما كان من تولية أسد الدين، وراسل شاور الفرنج للعود إلى مصر ولكنهم تأخروا فخاف شاور فعمل في عمل دعوة لأسد الدين ولأمرائه ويقبض عليهم، فنهاه ابنه الكامل وقال له: والله لئن لم تنته عن هذا الأمر لأعرفن أسد الدين. فقال له أبوه شاور: والله لئن لم نفعل هذا لنقتلن كلنا. فقال له ابنه الكامل: لأن نقتل والبلاد بيد المسلمين خير من أن نقتل والبلاد بيد الفرنج. وكان شاور قد شرط لأسد الدين شيركوه ثلث أموال البلاد؛ فأرسل أسد الدين يطلب منه المال؛ فجعل شاور يتعلل ويماطل وينتظر وصول الفرنج؛ فابتدره أسد الدين وقتله، واختلفوا في قتله على أقوال؛ أحدها أن الأمراء اتفقوا على قتله لما علموا مكاتبته للفرنج، وأن أسد الدين تمارض، وكان شاور يخرج إليه في كل يوم والطبل والبوق يضربان بين يديه على عادة وزراء مصر، فجاء شاور ليعود أسد الدين فقبض عليه وقتله، والثاني أن صلاح الدين وجرديك اتفقا على قتله وأخبرا أسد الدين فنهاهما، وقال: لا تفعلا، فنحن في بلاده ومعه عسكر عظيم، فأمسكا عن ذلك إلى أن اتفق أن أسد الدين ركب إلى زيارة الإمام الشافعي - رضي الله عنه - وأقام عنده، فجاء شاور على عادته إلى أسد الدين فالتقاه صلاح الدين وجرديك وقالا: هو في الزيارة انزل، فامتنع؛ فجذباه فوقع إلى الأرض فقتلاه، والثالث أنهما لما جذباه لم يمكنهما قتله بغير أمر أسد الدين فسحبه الغلمان إلى الخيمة وانهزم أصحابه عنه إلى القاهرة ليجيشوا عليهم، علم أسد الدين فعاد مسرعاً؛ وجاء رسول من العاضد برقعة يطلب من أسد الدين رأس شاور، وتتابعت الرسل. وكان أسد الدين قد بعث إلى شاور مع الفقيه عيسى يقول: لك في رقبتي أيمان، وأنا خائف عليك من الذي عندي فلا تجيء. فلم يلتفت وجاء على العادة فوقع ما ذكرناه. ولما تكاثرت الرسل من العاضد دخل جرديك إلى الخيمة وجزر رأسه، وبعث أسد الدين برأسه إلى العاضد فسر به. ثم طلب العاضد ولد شاور الملك الكامل وقتله في الدهليز وقتل أخاه، واستوزر أسد الدين شيركوه، وذلك في شهر ربيع الأول.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً