كان بنو شيبان قد أفسدوا في الأرض وأخذوا يغيرون على الموصل وينهبون ويسلبون فتصدى لهم الخوارج وأهل الموصل إلا أنهم هزموهم, فسار إليهم المعتضد في أول صفر، وقصد الموضع الذي يجتمعون به من أرض الجزيرة، فلما بلغهم قصده جمعوا إليهم أموالهم، فأغار عليهم فأوقع بهم فقتل منهم مقتلة عظيمة وغرق منهم خلق كثير في الزابين وأخذ النساء والذراري وغنم أهل العسكر من أموالهم ما أعجزهم حمله وأخذ من غنمهم وإبلهم ما كثر في أيدي الناس حتى بيعت الشاة بدرهم والجمل بخمسة دراهم وأمر بالنساء والذراري أن يحفظوا حتى يحدروا إلى بغداد ثم مضى المعتضد إلى الموصل ثم إلى بلد ثم رجع إلى بغداد فلقيه بنو شيبان يسألونه الصفح عنهم وبذلوا له الرهائن فأخذ منهم خمسمائة رجل فيما قيل ورجع المعتضد يريد مدينة السلام.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً