للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وفاة الخديوي توفيق بن إسماعيل والي مصر.]

العام الهجري:١٣٠٩

الشهر القمري:رجب

العام الميلادي:١٨٩٢

تفاصيل الحدث:

توفي الخديوي توفيق بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي باشا، حاكم مصر والسودان وحفيد محمد علي باشا، وكان قد استلم الحكم سنة ١٢٩٦هـ - ١٨٧٩م، بعد أن أجبر الإنجليز والفرنسيون أباه الخديوي إسماعيل على ترك منصبه، وذلك عندما حاول استدراك ما فاته، وبعد أن أغرق البلاد في ديون أجنبية ضخمة مهدت السبيل للأوروبيين للتدخل في شئون البلاد، حاول إسماعيل التصدي للنفوذ الأجنبي، فأجبروه على ترك منصبه لأكبر أبنائه توفيق. منذ تولي توفيق الحكم علم أن بقاءه مرهون برضا الأجانب عليه خاصة إنجلترا وفرنسا، وعلم السلطان عبدالحميد الثاني ذلك منه، فحاول تضييق سلطاته والمزايا التي كانت ممنوحة لأبيه إسماعيل من قبل، ولكن إنجلترا وفرنسا أفشلتا خطة السلطان عبدالحميد ليس عطفًا على الخديوي توفيق، ولكن منعًا لزيادة نفوذ عبدالحميد الذي سيعطل مشروعات الأجانب في احتلال مصر. وقد وقعت عدة أحداث خطيرة في عهد الخديوي توفيق نتيجة اتباعه لسياسة الولاء الكامل للإنجليز والاستبداد المطلق على المصريين، فصار بذلك أسوأ الحكام في تاريخ مصر الحديث، حيث أدت هذه السياسة لاستقالة الوزارة الوطنية التي يمثلها «شريف باشا» وتعيين وزارة موالية للإنجليز برئاسة النصراني الأرمني «نوبار باشا» ثم نصراني آخر، وهذه الوزارة الموالية للأجانب عملت على زيادة التدخل الأجنبي في البلاد تحت ستار سداد الديون، وأقدمت وزارة رياض باشا على بيع حصة مصر في قناة السويس لإنجلترا. أثارت هذه السياسة نقمة الشعب والجيش، وعمد رياض باشا ووزير حربيته عثمان رفقي على تأخير ترقية الضباط الوطنيين وكلهم مسلمون، وبدا أنه مخطط خارجي لإضعاف الجيش المصري، فقامت ثورة أحمد عرابي الشهيرة سنة ١٢٩٨هـ -١٨٨١م، وعزلت وزارة رياض باشا، ووقعت أحداث خطيرة قام الإنجليز بتدبيرها لاستثارة الوطنيين خاصة أحمد عرابي الذي أصبح وزيرًا للحربية في الوزارة الجديدة، وحاول رئيس الوزارة شريف باشا إقناع أحمد عرابي أن إنجلترا وفرنسا تستدرج مصر للصدام ليكون ذلك مبررًا لاحتلال البلد فلم يفلح فاستقال، ولم يفهم عرابي ما يخطط له الإنجليز وأقدم على استثارة إنجلترا بتقوية دفاعات الإسكندرية فقصفت إنجلترا ميناء الإسكندرية والمدينة، وأعلن الخديوي عزل عرابي، فخلع عرابي طاعته، واستثار الشعب المصري للدفاع عن البلاد، ولكنه هزم في معركة التل الكبير سنة ١٢٩٩هـ - ١٨٨٢م، ووقعت مصر أسيرة الاحتلال الإنجليزي. وقد توفي الخديوي توفيق في ٦ رجب سنة ١٣٠٩هـ - ٨ يناير ١٨٩٢م.

(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً

<<  <  ج: ص:  >  >>