قتل عبدالسلام محمد عارف. وهو ثاني رؤساء العراق بعد سقوط الملكية وقيام الجمهورية، وقد وُلد في مدينة "حديثة" على نهر الفرات في أسرة فقيرة ثم انتقل مع أسرته إلى بغداد والتحق بالمدارس الحكومية ثم دخل الكلية الحربية وتخرج منها برتبة ملازم ثم اشترك في حرب فلسطين وقابل هناك عبدالكريم قاسم وانضم عن طريقه إلى اللجنة المركزية للثورة العراقية، وقام بدور كبير في الثورة على الملكية في ذي الحجة سنة ١٣٧٧هـ حيث قاد اللواء العشرين ببغداد واستولى على مبنى الإذاعة وأصدر بيان الثورة وأعلن قيام الجمهورية، ولذلك كان يعتبر نفسه القائد الفعلي للثورة، وقد تم تعيينه نائبًا للرئيس عبدالكريم قاسم. أصبح عبدالسلام عارف رئيسًا للعراق سنة ١٣٨٢هـ بعد خلافات شديدة مع عبدالكريم قاسم انتهت بمقتل قاسم بعد سلسلة من المظاهرات والاضطرابات ضد حكم عبدالكريم قاسم، كان عبدالسلام عارف ذا ميول أخلاقية، ولكنه كان شديد الانبهار بالرئيس المصري جمال عبدالناصر، وكان يرى وجوب الانضمام إلى مصر على نمط الاتحاد المصري السوري فلما تولى عبدالسلام عارف الرياسة نظَّم الحكم على النمط الناصري مما أثار عليه حزب البعث والأحزاب الشيوعية، ثم زادت الأمور اضطرابًا بعد فشل الاتحاد بين مصر وسوريا بسبب حزب البعث السوري، فبطش عارف بالبعثيين في العراق لإرضاء عبدالناصر ثم أخذ في إرساء قواعد الوحدة بين مصر والعراق وحضر حفل تدشين بناء السد العالي سنة ١٣٨٤هـ وبدأ في تنظيم الدستور العراقي بصورة تشبه لحد كبير الدستور المصري وأمم المصارف والصناعات الكبرى ولكنه قام أيضًا بإلغاء الأحكام العرفية والمحاكم العسكرية وأطلق سراح المعتقلين السياسيين. بعد ذلك أخذ الخلاف يظهر بين أتباع الحزب الناصري الذين يريدون الوحدة مباشرة دون دراسة والخضوع التام لعبدالناصر وبين عبدالسلام عارف، وحاول الناصريون الانقلاب على عارف أثناء تواجده في مؤتمر القمة العربية بالدار البيضاء سنة ١٣٨٥هـ، وطلب جمال عبدالناصر من عبدالسلام عارف العفو عن المتآمرين وقادة الانقلاب ولكن عارف رفض بشدة، ثم زادت الشقة بين الرجلين عندما طلب عارف من عبدالناصر العفو عن الأستاذ "سيد قطب" الذي صدر عليه حكم بالإعدام، فشعر عبدالناصر بأن عارف لم يكن يومًا من أتباعه أو أنصاره وأنه ربما يخطط لإقامة دولة إسلامية بالعراق يحكمها الإخوان المسلمين. وفي يوم ٢٣ من ذي الحجة سنة ١٣٨٥هـ وأثناء رحلة داخلية لعبدالسلام عارف بالطائرة الهليكوبتر وعند قرية «القرنة» قرب البصرة انفجرت الطائرة بسبب قنبلة وضعت فيها ليلقى عبدالسلام عارف ورفاقه مصرعهم في الحال، وقد أذاعت الحكومة العراقية أن سبب الحادثة العواصف الرعدية، وهكذا انتهت حياة هذا الزعيم بصورة غامضة وذلك أنه أراد أن يرضي الجميع ويساير الجميع، فغضب عليه الجميع.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً