في أول صفر وصل الفرنج إلى طرابلس، في مائة وثلاثين مركباً، ما بين شيني وقرقورة وغراب وطريدة، وشختور، عليها متملك قبرص، ومتملك رودس، والاسبتار، وكان نائبها وأكثر عسكرها غائبين عنها، فاغتنمت الفرنج الفرصة وخرجوا من مراكبهم إلى الساحل، فخرج لهم من طرابلس بقية عسكرها بجماعة من المسلمين، فتراموا بالنبال ثم اقتتلوا أشد قتال، وتقهقر المسلمون، ودخل المدينة طائفة من الفرنج، فنهبوا بعض الأسواق، ثم إن المسلمين تلاحقوا، وحصل بينهم وبين الفرنج وقائع عديدة استشهد فيها من المسلمين نحو أربعين نفراً، وقتل من الفرنج نحو الألف، وألقى الله تعالى الرعب في قلوب الفرنج فرجعوا خائبين، فمروا بمدينة إياس في مائة قطعة، فسار إليهم الأمير منكلى بغا نائب حلب، وقد فر أهل إياس منها، فدخلها الفرنج، فلما قدم نائب حلب جلوا عنها.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً