ولد باسييف أو عبدالله شامل كما كان يسمي نفسه، أو "أبو إدريس" في الشيشان في عام ١٩٦٥م في قرية ديشني فيدينو الواقعة جنوب الشيشان، وفي عام ١٩٨٧م انتسب لمعهد الهندسة في موسكو، وبعد أن أتم دراسته في المعهد التحق بالجيش السوفييتي - آنذاك - لأداء الخدمة العسكرية. وعاد باسييف إلى الشيشان عقب تفكك الاتحاد السوفيتي، وحين أعلن الرئيس الشيشاني الراحل جوهر دوداييف استقلال بلاده عن موسكو في أوائل التسعينيات قام باسييف بتشكيل ما أسماه "وحدات المجاهدين الخاصة" والتي وجهت نشاطها بشكل أساسي ضد القوات الروسية وأجهزتها السرية، ثم انضم في وقت لاحق إلى الوحدة العسكرية التابعة لكونفدرالية الشعوب القوقازية، وشارك في النضال ضد الوجود الروسي في إقليم كاراباخ، وسرعان ما أصبح قائدًا للوحدة العسكرية في العام ١٩٩٢م، وشارك في معركة استقلال أبخازيا عن جورجيا في نفس العام. وفي عام (١٩٩٤م) ولدى اندلاع حرب الشيشان الأولى تولى باسييف قيادة المجاهدين الشيشان في مسقط رأسه "فيدينو"، وبرز اسمه بقوة على ساحة الحرب الشيشانية حين قام مع رفاقه باحتجاز مجموعة من الرهائن داخل مدرسة في مدينة "بودينوفيسك" في ١٤ يونيو ١٩٩٥م، ونجح من خلالها في لفت أنظار العالم إلى القضية الشيشانية. وفي عام ١٩٩٦م انتخب "باسييف" قائدًا للقوات الشيشانية المسلحة وأدار الهجمات الكبيرة التي استهدفت القوات الروسية في العاصمة عند نهاية الحرب الروسية - الشيشانية الأولى، وأجبرت الهجمات موسكو على القبول بمطالبهم، والانسحاب من الأراضي الشيشانية، وفي العام نفسه قدم استقالته من رئاسة القوات الشيشانية المسلحة، وخاض تجربة الترشح للانتخابات الرئاسية في بلاده وحصل على نسبة ٣٢,٥% من الأصوات ليحل في المرتبة الثانية، وهو ما جعل الرئيس الشيشاني "أصلان مسخادوف" يعينه في منصب رئيس الوزراء، وفي عام (١٩٩٨م) انتخب رئيسًا لكونجرس (مجلس) الشعبين الشيشاني والداغستاني، وأصبح بموجب قرار من الكونجرس رئيسًا لمجلس الشورى الإسلامي. وشكلت الفترة من (١٩٩٩ - ٢٠٠٦) مرحلة تحول فارقة في حياة باسييف ومسيرته الجهادية، حيث شهدت الغزو الروسي الثاني للأراضي الشيشانية والتي تولى باسييف خلاله الدفاع عن منطقة بوتليخ، ثم عاد إلى الشيشان مرة أخرى؛ ليصبح القائد الفعلي للمجاهدين. وقد أعلن باسييف في العام نفسه مسئوليته عن اغتيال الرئيس الشيشاني الموالي لموسكو أحمد قاديروف بقنبلة وضعت أسفل مقصورته في إستاد العاصمة جروزني في التاسع من مايو ٢٠٠٤م، ونتيجة لهذه العمليات وغيرها أصبح باسييف عدو موسكو الأول وأحد أبرز المطلوبين من قبل القوات الروسية والتي سعت إلى اغتياله عدة مرات، خاصة بعد تمكنها من تصفية رفاقه من القادة الشيشانيين: يندر باييف وخطاب وأصلان مسخادوف وعبدالحليم سعيدولاييف. في ١٠ - ٧ - ٢٠٠٦ أعلن التلفاز الروسي عن مقتل شامل باسييف فيما أسماه "عملية أمنية"، وبث مشاهد لسيارات متفحمة وصورًا لجثة باسييف الذي قال إنه قتل في انفجار شاحنة خلال تواجده في جمهورية أنجوشيا المجاورة للشيشان، وزعمت السلطات الأنجوشية أن جثة باسييف تم التعرف عليها؛ لأن وجهه لم يصب في الانفجار الذي مزق جسده كما قتل ثلاثة من رفاقه في الانفجار.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً