وقع عبد الرحمن بن الحكم، صاحب الأندلس، بجند البصراة وأهلها وهي الوقعة المعروفة بوقعة بالس، وكان سببها أن الحكم كان قد بلغه عن عامل اسمه ربيع أنه ظلم أبناء أهل الذمة، فقبض عليه، وصلبه قبل وفاته، فلما توفي وولي ابنه عبد الرحمن سمع الناس بصلب ربيع، فأقبلوا إلى قرطبة من النواحي يطلبون الأموال التي كان ظلمهم بها ظناً منهم أنها ترد إليهم، وكان أهل إلبيرة أكثرهم طلباً وإلحاحاً فيه، وتألبوا فبعث إليهم عبد الرحمن من يفرقهم ويسكتهم، فلم يقبلوا ودفعوا من أتاهم، فخرج إليهم جمع من الجند، وأصحاب عبد الرحمن، فقاتلوهم، فانهزم جند إلبيرة ومن معهم، وقتلوا قتلاً ذريعا ونجا الباقون منهزمين، ثم طلبوا بعد ذلك، فقتلوا كثيراً منهم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً