قام الملك الكامل محمد صاحب مصر بفتح آمد، وأخرج منها صاحبها الملك المسعود بن مودود بعد حصار طويل؛ وتسلم منه جميع القلاع التي كانت بيده، وبقي حصن كيفا عاصياً؛ فبعث الكامل أخاه الأشرف، وأخاه شهاب الدين غازياً، ومعهما صاحب آمد تحت الحوطة؛ فسألهم صاحب آمد في تسليم الحصن فلم يسلموا البلد، فعذبه الأشرف عذاباً عظيماً، وكان يبغضه؛ ولا زال الأشرف يحاصر حصن كيفا حتى تسلمها، ووجد عند مسعود المذكور خمسمائة بنت من بنات الناس للفراش، فكان الملك المسعود هو آخر ملوك بني الأرتق، ثم قام الملك الكامل بتولية ابنه نجم الدين أيوب آمد وحصن كيفا، وأبقى الملك المسعود عنده في مصر حبسه مدة ثم أفرج عنه وأقطعه إمرة في مصر.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً