في يوم عرفة بعرفة وقعت فتنة بين العرب والحجاج من قبل الظهر إلى غروب الشمس قتل فيها جماعة، وسببها أن الشريف رميثة بن أبي نمي أمير مكة شكا من بني حسن إلى أمير الحاج، فركب أمير الحاج في يوم عرفة بعرفة لحربهم، وقاتلهم وقتل من الترك ستة عشر فارساً، وقتل من جماعة بني حسن عدة، وانهزم بقيتهم، فنفر الناس من عرفة على تخوف، ولم ينهب لأحد شيء، ولا تزال بنو حسن بمنى، ثم رحل الحاج بأجمعهم يوم النفر الأول، ونزلوا الزاهر خارج مكة، وساروا منه ليلاً إلى بطن مرو، وقيل غير ذلك فقيل إنه لما كان يوم عرفة تنافر أشراف مكة مع الأجناد من مصر، فركبوا لحربهم بكرة النهار، ووقفوا للحرب صفين، فمشى الشريف عجلان بينهم، فلم تطعه الأشراف، وحملوا على الأجناد وقاتلوهم، فقتل منهم ومن العامة جماعة، وأبلى الشريف عجلان بن عقيل وأبلى كذلك الأمير أيدمر بلاء عظيماً، فعاتبه بعض مماليك الأمير بشتاك، ورماه بسهم في صدره ألقاه عن فرسه، وقتل معه أيضاً جماعة، وآل الأمر، إلى نهب شيء كثير، ثم تراجع عنهم الأشراف.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً