حشد الفرنج، وأقبلوا يريدون استئصال المسلمين من الأندلس في غرناطة في عدد لا يحصى، فيه خمسة وعشرون ملكاً بزعامة ألفونسو الحادي عشر ملك قشتالة، فقلق المسلمون بغرناطة وملكها الغالب بالله أبو الوليد إسماعيل بن فرج بن نصر من بني الأحمر، واستنجدوا بالمريني ملك فاس فلم ينجدهم، فلجؤوا إلى الله وحاربوهم في الألبيرة وهم نحو ألف وخمسمائة فارس وأربعة ألاف راجل، فقتلوا الفرنج بأجمعهم، وأقل ما قيل أنه قتل منهم خمسون ألفاً، وأكثر ما قيل ثمانون ألفاً، ولم يقتل من المسلمين سوى ثلاثة عشر فارساً، وغنم المسلمون ما لا يدخل تحت حصر، وسلخ الملك دون بتروا وحشي قطناً، وعلق على باب غرناطة، فطلب الفرنج الهدنة فعقدت، وبقي دون بتروا معلقاً عدة سنين.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً