اتفق البخاري وابن إسحاق على تأخير حادثة الإسراء والمعراج إلى أن فشا الإسلام بمكة، في قريش وفي القبائل كلها، أي في أواخر العهد المكي، ولكنهما اختلفا في تقدم الحادثة على موت أبي طالب أو تأخرها، فابن إسحاق يضعها قبل موت أبي طالب، والبخاري يضعها بعده. واختلفت الروايات حول تحديد المكان الذي أسري منه النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن ابن حجر يرى إمكانية الجمع بينها، فقال:(والجمع بين هذه الأقوال أنه نام في بيت أم هانىء .. ففرج سقف بيته - وأضاف البيت إليه لكونه يسكنه - فنزل منه الملك، فأخرجه من البيت إلى المسجد فكان به مضطجعا وبه أثر النعاس، ثم أخرجه الملك إلى باب المسجد فأركبه البراق .. ). وفي هذه الحادثة العظيمة رأى النبي صلى الله عليه وسلم الأنبياء ورأى سدرة المنتهى وغير ذلك من الآيات العظيمة، وفيها فرضت الصلوات الخمس، وهو أمر تتفق عليه روايات الصحيحين. وقد كذبت قريش وقوع حادثة الإسراء والمعراج، وهذا أمر اتفقت عليه روايات الصحيحين أيضا. وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَقَدْ رَأَيْتُنِى فِى الْحِجْرِ وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِى عَنْ مَسْرَايَ فَسَأَلَتْنِى عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا. فَكُرِبْتُ كُرْبَةً مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ قَالَ فَرَفَعَهُ اللَّهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ مَا يَسْأَلُونِى عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَنْبَأْتُهُمْ بِهِ .. ).
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً