[قتل سنجر شاه صاحب جزيرة ابن عمر وملك ابنه محمود.]
العام الهجري:٦٠٥
العام الميلادي:١٢٠٨
تفاصيل الحدث:
قتل سنجر شاه بن غازي بن مودود بن زنكي بن آقسنقر، صاحب جزيرة ابن عمر، وهو ابن عم نور الدين، صاحب الموصل؛ قتله ابنه غازي؛ وسبب ذلك أن سنجر كان سيء السيرة مع الناس كلهم من الرعية والجند والحريم والأولاد. فأعمل ابنه غازي الحيلة حتى نزل من الدار التي كان قد حبسه أبوه بها واختفى، ثم إن غازي بن سنجر تسلق إلى دار أبيه، واختفى عند بعض سراريه، وعلم به أكثر من بالدار، فسترت عليه بغضاً لأبيه، وتوقعاً للخلاص منه لشدته عليهن، فبقي كذلك، وترك أبوه الطلب له ظناً منه أنه بالشام، فاتفق أن أباه، في بعض الأيام، شرب الخمر بظاهر البلد مع ندمائه، فلم يزل كذلك إلى آخر النهار، وعاد إلى داره، ففي الليل دخل الخلاء؛ وكان ابنه عند تلك الحظية، فدخل إليه داره فضربه بالسكين أربع عشرة ضربة، ثم ذبحه، وتركه ملقى، فاتفق أن بعض الخدم الصغار خرج إلى الباب وأعلم أستاذ دار سنجر الخبر، فأحضر أعيان الدولة وعرفهم ذلك، وأغلق الأبواب على غازي، واستحلف الناس لمحمود بن سنجر شاه، وأرسل إليه فأحضره من فرح ومعه أخوه مودود، فلما حلف الناس وسكنوا فتحوا باب الدار على غازي، ودخلوا عليه ليأخذوه، فمانعهم عن نفسه، فقتلوه وألقوه على باب الدار، فأكلت الكلاب بعض لحمه، ثم دفن باقيه، ووصل محمود إلى البلد وملكه، ولقب بمعز الدين، لقب أبيه، فلما استقر أخذ كثيراً من الجواري اللواتي لأبيه فغرقهن في دجلة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً