كانت السنوات الأولى من القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي مسرحا لمعارك طويلة دارت بين بني زيري الذين يحكمون تونس، وبني حماد الذين أحبوا تكوين إمارة مستقلة بهم في الجزائر، بعد أن كان بنو زيري يحكمون تونس والجزائر معا وعبر حروب طويلة خاضها حماد مؤسس الدولة مع بني زيري في ناحية ومع زناتة في المغرب الأقصى من ناحية أخرى، عبر هذه الحروب استطاع حماد بمساعدة ظروف كثيرة منها عنصر المصادفة أن يستقل بجزء كبير من أرض الجزائر الإسلامية وكان ذلك سنة ٤٠٨ هـ (١٠١٦م) حين نجح في عقد صلح مع المعز بن باديس حاكم تونس وأصبح الرجل الأول ولقد عاشت هذه الدولة قريبا من مائة وأربعين سنة وتناوب الحكم فيها تسعة من الملوك كان من أشهرهم حماد نفسه (٤٠٨ - ٤١٩ هـ) إلى أن وصل الحكم ليحيى بن العزيز الذي حكم ما بين (٥١٥ - ٥٤٧ هـ) فكان سلوكه ومجموعة ظروف أخرى من أسباب سقوط الدولة على يد الموحدين سنة ٥٤٧ هـ ١١٥٢م وعلى امتداد هذا التاريخ كانت الحروب شبه دائمة بين الحماديين وقبيلة زناتة وبني زيري
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً