في عام (١٨٣٤م) دعا الشيخ محمد شامل الداغستاني جميع رؤوساء القبائل وكبار القضاة إلى اجتماع في منطقة وسط جبال القوقاز وتباحثوا في الأمر فبادر الشيخ محمد بوضع القواعد اللازمة للارتقاء بالمقاومة الإسلامية ضد الروس وحول القبائل إلى شعب واحد وقسم المناطق إلى أقسام عدة ووضع لكل قسم نائباً يأخذ على عاتقه الأمور الشرعية والعرفية والعسكرية, وأنشأ ديواناً أعلى للقضاء كان مقره في الشيشان مهمته تنفيذ الأحكام الشرعية وأنشأ المصانع لإنتاج الأسلحة والذخائر. وضع الشيخ شامل تنظيماً لحكم البلاد تحت رئاسته والتفت شعوب القوقاز كلها حوله بعد أن نجح في ترسيخ أحكام الإسلام في نفوس المسلمين وتربيتهم التربية الروحية الجهادية في سبيل الله لذلك انطلق المجاهدون في حروبهم ضد الروس من خلال فهمهم لعقيدة الجهاد الذي يعتبر ذروة سنام الإسلام واستطاع الشيخ شامل خلال ثلاثين سنة إجلاء الروس من معظم بلاد القوقاز وأنزل بهم هزائم ساحقة وانتشرت أخباره إلى أرجاء أوروبا، وأصبحت بطولاته رمزاً للأمم المقهورة, مما أثار الروس فدفعوا بقواتهم وحشدوا له جيشاً قوامه ثلاثمائة ألف جندي وبدأوا بالهجوم من جميع الجهات حتى تمكنوا من أسره عام (١٨٥٩م) ومن ثم نفيه إلى خارج منطقة القوقاز، ولكنه أخلي سبيله بعد ذلك بشروط أهمها الجلاء عن البلاد.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً