للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الثورة العربية الكبرى ضد الأتراك.]

العام الهجري:١٣٣٤

الشهر القمري:شعبان

العام الميلادي:١٩١٦

تفاصيل الحدث:

لم تكن الثورة العربية وليدة يوم ويومين بل كان لها مقدماتها وأسبابها، ومنها مراسلات حسين ومكماهون نائب الملك البريطاني في القاهرة الذي وعد الشريف حسين بالمساعدة وتمليكه على العرب وإقامة دولة عربية إسلامية، وكذلك فإن الدولة العثمانية لما حكمت كل هذه المناطق العربية من الشام والحجاز ومصر والمغرب أصبحت بعد فترة من الزمن يدب فيها الضعف وبدأت النظرات العنصرية وظهور الاتحاديين القوميين يدا واضحا، وانتشر الظلم في الدولة على نطاق كبير، وسياسة الاتحاديين هي التي نبهت الفكرة القومية العثمانية بدأ سوء الظن بالعرب وساهم في ذلك بعض الذين يريدون تخويف السلطان العثماني من العرب يشيع أن العرب يريدون أن يقيموا مملكة عربية لوحدهم، وكانت شكاوى العرب تنحصر في إقصاء عدد كبير منهم عن وظائفهم بالأستانة وعدم دعوة العرب لأي اجتماع للتأليف بين العناصر العثمانية ولا إدخالهم في الجمعيات الاتحادية ولا اللجان المركزية لاحتى تعيينهم على الولايات والقضاء ومعارضة الاتحاديين لكل مشروع علمي أو أدبي في البلاد العربية، ثم بدأت بعض الأحزاب العربية بالظهور ثم عقد في باريس أول مؤتمر عربي عام ١٩١٣م ثم تفاقم أمر الاتحاديين وعظم تشددهم إلى القومية التركية، ثم زاد الأمر عندما قتل جمال باشا الذي لقب بالسفاح بقتل عدد من الذين كشف أنهم يتآمرون من خلال جمعيات سرية على الاستقلال عن الدولة العثمانية، وكان العرب قد رأوا أن يتجمعوا حول زعيم واحد ويشكلوا قوة كبيرة عربية فرأوا من الشريف حسين بن علي شريف مكة وأميرها ذلك الشخص فأجابهم وكان من تمكن من بعض أعضاء الجمعيات العربية الذين هربوا من جمال باشا ووصلوا للحجاز وغيرها تم التفاهم بواسطتهم بين زعماء العرب وجمعياتهم وبعض المقامات العالية وقرر القرار على إعلان الثورة في الحجاز وكان الشريف حسين قد تعاقد مع مكماهون على أن يكون العرب حلفاء للإنكليز والفرنسيين خلال الحرب العالمية الثانية وطبعا ضد الأتراك لأنها كانت ضد الحلفاء ووعدوا الشريف حسين على أن يبقوه ملكا على العرب وأن يعطوا العرب استقلالهم، وكانت غاية الإنكليز هو ضرب الأتراك بالعرب بدل أن يخوضوا هم غمار هذه الحرب، ويدل على ذلك أن الإنكليز كانوا يضغطون على الشريف حسين لبدء الثورة عندما كانت جيوش الحلفاء تستسلم للأتراك عند كوت العمارة في نيسان ١٩١٦م وكان الحلفاء غير قادرين على مواجهة القةات العثمانية عند قناة السويس واليمن فكان التعجيل بالثورة ضد العثمانيين فيه تخفيف العبء عن الإنكليز وفعلا أدى إعلان الثورة إلى رجحان كفة الحلفاء وبدات الحاميات التركية في الاستسلام بعد أن حوصرت واستعمل معها رجال الجيش حرب العصابات، ثم بدأ القتال فعلا بين العرب وجيوش العثمانيين في الحجاز في التاسع من شعبان سنة ١٣٣٤هـ / ١٠ يونيو ١٩١٦م وأعلنوا استقلالهم وهاجموا الثكنات التركية في مكة، وحمي القتال خلال يومين حتى تعطلت الصلاة والطواف في المسجد الحرام، وكذلك الأمر في جدة دام القتال ستة أيام حتى سقطت بيدهم، وفي التاسع من رمضان استسلم الأتراك في مكة، وفي ذي القعدة سقطت الطائف ثم أعلن الحجاز استقلاله عن الاتحاديين فانتهز الإنكليز والفرنسيين الفرصة وبدؤوا فروا بإرسال التهاني وحتى الدول الأوربية الأخرى كروسيا وسائر الدول غير المنحازة، أما السوريون واللبانيون فلم ينلهم من الثورة إلا الحصار والاضطهاد حيث كانت كفاءتهم الحربية ضعيفة مقارنة مع كفاءات العثمانيين في هذه المنطقة وكانت جيوش الثورة عبارة عن ثلاثة جيشو كل واحدة بقيادة ولد من أولاد الحسين وهم فيصل وعبدالله وعلي وكان مع جيش فيصل لورنس وكان يتلقى أوامره من الجنرال اللنبي، ثم تألفت أول وزارة عربية في السابع من ذي الحجة ١٣٣٤هـ / ٥ أكتوبر ١٩١٦م ثم أمر بتأليف مجلس الشيوخ الأعلى، هذا ولم تعين الحكومة العربية، ثم تمت مبايعة العرب للشريف حسين بن علي ملكا على العرب يوم الخميس السادس من محرم ١٣٣٥هـ / ٦ تشرين الأول ١٩١٦م، علما أن استنكارا إسلاميا قد ورد إلى الشريف حسين عن طريق شكيب أرسلان الذي قال له أتقاتل العرب بالعرب أيها الأمير حتى تكون ثمرة دماء قاتلهم ومقتولهم استيلاء إنكلترا على جزيرة العرب وفرنسا على سوريا واليهود على فلسطين، وهذا ما حصل بالفعل،

(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً

<<  <  ج: ص:  >  >>