للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأكبر والشرك الأكبر، وقال: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر» (١) فدل ذلك على أن المراد الكفر الأكبر؛ لأنه أطلقه عليه الصلاة والسلام، على أمرٍ واضح وهو أمر الصلاة؛ لأن أمر الصلاة أمر عظيم، وهي عمود الإسلام فكون تركها كفرًا أكبر لا يستغرب؛ ولهذا ذكر عبد الله بن شقيق العقيلي التابعي الجليل، عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئًا تركه كفر إلا الصلاة» (٢) فهذا يدل على أنهم يرون ذلك كفرًا أكبر؛ لأن هناك أشياء يعرفون أنها كفر، لكنها كفر دون كفر، مثل البراءة من النسب، مثل القتال في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» (٣) هذا كفر دون كفر، إذا لم يستحله، وهكذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن كفرًا بكم أن ترغبوا عن آبائكم» (٤)


(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده، من حديث بريدة الأسلمي رضي الله عنه، برقم (٢٢٤٢٨).
(٢) أخرجه الترمذي في كتاب الإيمان، باب ما جاء في ترك الصلاة، برقم (٢٦٢٢).
(٣) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر، برقم (٤٨)، ومسلم في كتاب الإيمان باب بيان قول النبي صلى الله عليه وسلم سباب المسلم .... ، برقم (٦٤).
(٤) أخرجه البخاري في كتاب الحدود، باب رجم الحبلى من الزنى إذا أحصنت، برقم (٦٨٣٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>