لأنه لا يحتمل هاهنا أن تكون للمقارنة؛ لأنه لا يحتمل أن يكون القضاء مقارنا لجميع شهر رمضان؛ فلذلك جعلناها للغاية.
[فرع: حلف ليقضينه ليلة يرى الهلال]
قال في " الأم ": (وإذا قال: والله لأقضينك حقك في الليلة التي ترى فيها الهلال.. فأي وقت قضاه من جميع تلك الليلة.. بر بيمينه؛ لأنه جعلها كلها وقتا للقضاء، وإن لم يقضه حتى فاتت الليلة.. حنث في يمينه.
وإن قال: والله لأقضينك حقك إلى حين.. فليس بمقدر، فإذا قضاه في عمره.. بر في يمينه) .
وقال مالك:(الحين سنة، فإذا قضاه في السنة.. بر في يمينه، وإن تأخر القضاء عنها.. حنث) .
وقال أبو حنيفة وأحمد:(الحين شهر، فإن قضاه فيه.. بر في يمينه، وإن تأخر عنه.. حنث) .
دليلنا: أن الحين يقع على القليل والكثير، قال الله تعالى:{وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ}[ص: ٨٨][ص: ٨٨] وأراد: يوم القيامة، وقال تعالى:{هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}[الإنسان: ١][الإنسان: ١] ، وقال تعالى:{فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ}[المؤمنون: ٥٤][المؤمنون: ٥٤] . ولا يتساوى الجميع، فدل على أن الحين يقع على الكثير والقليل.
وإن قال: والله لأقضينك حقك إلى دهر، أو إلى زمان، أو إلى حقب، أو إلى مدة قريبة أو بعيدة.. فليس ذلك بمقدر، ولا يحنث حتى يفوته القضاء بالموت.
وقال أبو حنيفة:(القريب دون الشهر، والبعيد شهر، والحقب ثمانون عاما) .
وقال مالك:(الحقب أربعون عاما) ؛ لأنه روي عن ابن عباس في قَوْله تَعَالَى: