للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد اختلف الناس في هذه الساعة:

فقيل: إن أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اجتمعوا، وتذاكروا فيها، فتفرقوا، ولم يختلفوا: أنها آخر ساعة من يوم الجمعة.

وقيل: بعد العصر إلى غروب الشمس.

وقيل: من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.

وقيل: من زوال الشمس إلى أن يدخل الإمام في الصلاة.

وقيل: من خروج الإمام إلى أن تقضى الصلاة.

وقال كعب: لو قسم الإنسان جمعة في جمع ... أتى على تلك الساعة. يريد: أنه يدعو في كل جمعة في ساعة، حتى يأتي على جميع اليوم.

قال الشافعي: (والجمعة: هو اليوم الذي بين الخميس والسبت، وكانت العرب تسميه: العروبة، وفيه قال الشاعر:

نفسي الفداء لأقوام همو خلطوا ... يوم العروبة أزوادا بأزواد

فإن قيل: لم قال الشافعي: (هو بين الخميس والسبت) وليس بخفي هذا على أحد؟

قلنا: إنما أراد الشافعي: أن يبين هذا للعرب الذين كانوا يسمونها العروبة، وكانوا يعرفون الخميس والسبت، ولا يعرفون الجمعة، فبينها لهم بما يعرفونه.

[مسألة وجوب الجمعة]

والأصل في وجوب الجمعة: الكتاب، والسنة، والإجماع.

<<  <  ج: ص:  >  >>