وحيث قال:(أربعون ميلًا) أراد: بأميال بني أمية؛ لأنها تكون ثمانية وأربعين ميلًا بالهاشمي.
وحيث قال:(مسيرة ليلتين) أراد: من غير يوم بينهما.
وحيث قال:(مسيرة يومين) أراد: من غير ليلة بينهما.
وحيث قال:(مسيرة يوم وليلة) أراد: متواليين، وذلك يبلغ ثمانية وأربعين ميلًا بالهاشمي، هذا مذهبنا، وبه قال مالك، والليث، وأحمد، وإسحاق، وروي ذلك عن ابن عمر، وابن عباس.
وذهب الثوري، وأبو حنيفة، وأصحابه إلى: أن السفر الذي تقصر فيه الصلاة: (ثلاث مراحل) ، وهو أربعة وعشرون فرسخًا، وروي ذلك عن ابن مسعود.
وقال الأوزاعي:(يقصر في مسيرة يوم) ، وروي ذلك عن أنس.
وقال داود، وأهل الظاهر:(يقصر في طويل السفر وقصيره) .
دليلنا: ما روي عن ابن عباس: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:«يا أهل مكة، لا تقصروا في أقل من أربعة برد من مكة إلى عسفان والطائف» .