للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وشهد عامر بدراً وأُحداً، وقتل يوم بئر معونة، سنة أربع من الهجرة، وهو ابن أربعين سنة،

وقال عامر بن الطفيل لرسول اللَّه ، لما قَدِم عليه: من الرجل الذي لما قتل رأيته رُفِع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه، قال: هو عامر بن فُهَيرة.

أخبرنا به أبو جَعْفَر بن السَّمين بإسناده إلى يونس بن بكير، عن هشام بن عُرْوة، أو محمد ابن إسحاق (١)، عن هشام - شك يونس - عن أبيه، قال: قَدِم عامر بن الطَّفيل على رسول اللَّه ، مثله.

وروى ابن المبارك وعبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة قال: طُلِب عامر يومئذ في القتلى فلم يوجد، فَيُرَوْنَ أَنَّ الملائكة دَفنته، ودعا رسول اللَّه على الذين قتلوا أصحابه ببئر معونة أربعين صباحاً، حتى نزلت: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ (٢) وقيل: نزلت في غير هذا.

وروى ابن منده بإسناده، عن أيوب بن سيار (٣) عن محمد بن المنكدر، عن جابر، عن عامر ابن فُهَيْرة، قال: تَزَوَّدَ أبو بكر مع رسول اللَّه في جَيْش العمرة بِنِحْيَ من سَمْن، وعُكَيْكَة (٤) من عسل، على ما كنا عليه من الجهد.

قال أبو نعيم: أظهر، يعني ابن منده، في روايته هذا الحديث غفلته وجهالته: فإن عامراً لم يختلف أحد من أهل النقل أنه استشهد يوم بئر معونة وأجمعوا أن جيش العسرة هو غزوة تبوك، وبينهما ست سنين، فمن استشهد ببئر معونة كيف يَشْهَدُ جيش العسرة. وصوابه أنه تزود مع رسول اللَّه في مخرجه إلى الهجرة، والحق مع أبي نعيم.

أخرجه الثلاثة.

٢٧٢٣ - عَامر بنُ قَيْس

(ب د ع) عَامر بنُ قَيْس الأَشْعَري، أبو بُرْدَة، أخو أبي موسى الأشعري، ويرد نسبه في ترجمة أخيه أبي موسى، إن شاء اللَّه تعالى.


(١) ينظر سيرة ابن هشام: ٢/ ١٨
(٢) آل عمران: ١٢٨.
(٣) في الأصل- والمطبوعة: سنان. ينظر ميزان الاعتدال: ١/ ٢٨٨، وترجمة بلال بن رباح فيما تقدم: ١/ ٢٤٥.
(٤) النحى والعكيكة: وعاءان.

<<  <  ج: ص:  >  >>