للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَن أُكلمه، فلم يزل كذلك حتى لعبوا وضحكوا، ثم قال: يا أَسلم، أَتدري لم ربضت بحذائهم؟ قلت: لا، يا أَمير المؤمنين! قال: رأَيتهم يبكون، فكرهتُ أَن أَذهب وأَدعهم حتى أَراهم يضحكون، فلما ضحكوا طابت نفسي

[خلافته وسيرته]

أَنبأَنا محمد بن محمد بن سرايا وغير واحد بإِسنادهم، عن محمد بن إِسماعيل قال: حدثنا محمد بن عبد اللَّه بن نُمَير، حدثنا محمد بن بشر، حدثنا عبيد (١) اللَّه، حدثني أَبو بكر ابن سالم، عن سالم عن عبد اللَّه بن عمر: أَن النبي قال: رأَيت في المنام أَني أَنزع بدلو بَكْرَة (٢) على قليب (٣)، فجاءَ أَبو بكر فنزع ذُنوباً (٤) أَو ذنوبين نزعاً ضعيفاً، واللَّه يغفر له، ثم جاءَ عمر بن الخطاب فاستحالت غَرْباً (٥)، فلم أَر عبقريّاً يفري (٦) فَرْيه، حتى رَوِيَ الناس، وضربوا (٧) بعَطَن (٨).

وهذا لما فتح اللَّه على عمر من البلاد، وحمل من الأَموال، وما غنمه المسلمون من الكفار.

وقد ورد في حديث آخر: «وإِن وليتموها - يعنى الخلافة - تجدوه قويا في الدنيا، قويّاً في أَمر اللَّه»، وقد تقدم.

قال أَحمد بن عثمان: أَنبأَنا أَبو رُشَيد، أَنبأَنا أَبو مسعود سليمان، أَنبأَنا أَبو بكر بن مَرْدُويه الحافظ قال: حدّثنا سليمان بن أَحمد، حدّثنا هاشم بن مرثد، حدّثنا أَبو صالح الفراءُ، حدّثنا أَبو إِسحاق الفزاري، حدثنا شعبة، عن سلمة بن كُهَيل، عن أَبي الزعراء - أَو: عن زيد ابن وهب - أَن سويد بن غفلة الجُعْفي دخل على عليّ بن أَبي طالب في إِمارته فقال: يا أَمير


(١) في المطبوعة: «حدثنا عبد اللَّه». وهو خطأ، والمثبت عن الصحيح، وهو: «عبيد اللَّه بن عمر بن حفص بن عاصم ابن عمر بن الخطاب» ينظر ترجمته في التهذيب: ٧/ ٣٨. وترجمة «محمد بن بشر بن الفرافصة»: ٩/ ٧٣.
(٢) البكرة- بفتح فسكون-: الشابة من الإبل، وبفتح الباء والكاف: الخشبة المستديرة التي يعلق فيها الدلو.
(٣) القليب: البئر.
(٤) الذنوب- بفتح الذال-: الدلو العظيمة.
(٥) الغرب- بسكون الراء-: الدلو العظيمة التي تتخذ من جلد ثور. وهذا تمثيل، ومعنا أن عمر لما أخذ الدلو ليستقى عظمت في يده، لأن الفتوح كانت في زمنه أكثر منها في زمن أبى بكر، ومعنى «استحالت»: انقلبت عن الصغر إلى الكبر.
(٦) أي: يعمل عمله، ويقطع قطعه.
(٧) العطن- بفتح العين والطاء-: مبرك الإبل حول الماء، وقد ضرب ذلك مثلا لاتساع الناس في زمن عمر، وما فتح اللَّه عليهم من الأمصار.
(٨) صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب فضل عمر: ٥/ ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>