للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ضرعها وذكر اسم اللَّه، ودعا بإناءٍ يُرْبِضُ (١) الرهط، فحلب فيه فسقاها حتى رَويت، وسقى أصحابه فشربوا حتى رووا وشرِب آخرهم وقال: ساقي القوم آخرهم شرباً. فشربوا جميعاً عَلَلا بعد نَهَل حتى رضوا.

أخرجها الثلاثة.

٧٠٧٩ - عَاتِكَةُ بن زَيْد

(ب د ع) عَاتِكَةُ بنت زَيْد بن عمرو بن نُفَيْل القُرَشية العَدويّة. تقدّم نسبها عند أخيها سعيد بن زيد (٢). وهي ابنة عم عمر بن الخطاب، يجتمعان في نُفَيل كانت من المهاجرات إلى المدينة، وكانت امرأة عبد اللَّه بن أبي بكر الصدّيق، وكانت حسناء جميلة، فأحبها حباً شديداً حتى غلبت عليه وشغلته عن مغازيه وغيرها، فأمره أبوه بطلاقها، فقال (٣):

يَقُولون: طلّقها وخَيِّم مَكَانها … مُقِيماً، تُمنِّي النفسَ أحلامَ نَائِم

وَإِن فِرَاقي أهلَ بيت جَمعتُهم (٤) … عَلَى كِبَر (٥) مني لإحدَى العظائم

أَرَاني وَأَهْلِي كالعجول تروّحت (٦) … إلى بوِّها قبل العِشارِ الرَّوائم

فعزم عليه أبوه حتى طلقها، فتبعتها نفسه، فسمعه أبو بكر يوماً وهو يقول:

أَعَاتِكُ لا أنسَاك ما ذر شارِق (٧) … وَمَا نَاحَ قُمْريّ (٨) الحمَامِ المُطَوَّقُ

أَعَاتِكُ، قَلبي كُلَّ يومٍ وَلَيلَة … إليك بما تُخفي النفوسُ مُعَلَّق

وَلَم أرَ مِثْلي طَلَّق اليومَ مِثْلَها … وَلَا مِثْلَها في غَيرِ جُرْمٍ تُطَلَّقُ

لَهَا خُلُق جَزْلٌ، ورأي وَمَنْصِب … وَخَلْقٌ سويّ في الحياء ومصدق


(١) أي: يرويهم ويثقلهم حتى يناموا ويمتدوا على الأرض.
(٢) انظر الترجمة ٢٠٧٥: ٢/ ٣٨٧.
(٣) الأبيات في كتاب نسب قريش: ٢٧٧، والاستيعاب: ٤/ ١٨٧٧، والإصابة: ٤/ ٣٤٦.
(٤) في المصورة والمطبوعة الاستيعاب: جميعهم. والمثبت عن كتاب نسب قريش، والإصابة، وبعض نسخ الاستيعاب،
(٥) في المطبوعة والاستيعاب: «على كثرة». وفي الإصابة والمصورة: «على كره». على أن في هامش المصورة: «على كبره» دون نقط. والمثبت عن كتاب نسب قريش.
(٦) في المطبوعة: «تزوجت». والمثبت عن المصورة. والعجول من النساء والإبل: الواله التي فقدت ولدها الثكلى، لعجلتها في جيئتها وذهابها جزعا. والبو: ولد الناقة.
(٧) ذرت الشمس: طلعت.
(٨) القمري- بضم القاف-: طائر يشبه الحمام.

<<  <  ج: ص:  >  >>