ابن مسلمة. حين بعثهما النبي ﷺ لقتله. قال عروة بن الزبير: إن سعد بن معاذ بعث الحارث بن أوس بن النعمان، أخا بنى حارثة، مع محمد بن مسلمة إلى كعب بن الأشرف، فلما ضرب ابن الأشرف أصاب رجل الحارث ذباب السيف، فحمله أصحابه. أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
قلت: قول ابن منده وأبى نعيم في نسبه: النجاري، وأظنه تصحيفا، فإن بنى النجار من الخزرج ولم يشهد قتل كعب بن الأشرف خزرجيّ، إنما قتله نفر من الأوس. وقد رواه بعضهم الحارثي، فظنه النجاري. أو قد نقلاه من نسخة غلط الناسخ فيها، ويؤيد ما قلناه أنهما نقلا عن عروة أن سعد بن معاذ بعث الحارث بن أوس بن النعمان أخا بنى حارثة، ولا أشك أن أبا نعيم تبع ابن منده، واللَّه أعلم.
ويرد الكلام عليه آخر ترجمة الحارث بن أوس الأنصاري، إن شاء اللَّه تعالى، ولو لم يقولا: إنه حارثى لكنت أقول: إنه الحارث بن أوس بن معاذ بن النعمان بن أخي سعد بن معاذ، وإن كان الّذي روى أنه حارثى عن عروة هو ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، وهو إسناد لا اعتبار به.
[٨٥١ - الحارث بن أوس الأنصاري]
(د ع) الحارث بن أوس الأنصاريّ، هو ابن رافع. وقيل: ابن أنس بن رافع. قتل يوم أحد شهيدا. قال ذلك عروة، وموسى بن عقبة. وقالوا: استشهد من الأنصار بأحد من بنى النبيت، ثم من بنى عبد الأشهل: الحارث بن أوس.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقد تقدم.
[٨٥٢ - الحارث بن أوس الأنصاري]
(د ع) الحارث بن أوس الأنصاري. شهد بدرا، لا تعرف له رواية: قال موسى بن عقبة عن الزهري: شهد بدرا من النبيت، ثم من بنى عبد الأشهل، الحارث بن أوس.
أخرجه أيضا ابن منده وأبو نعيم.
قلت: قد أخرج ابن منده وأبو نعيم الحارث بن أوس أربع تراجم، إحداها: الحارث بن أوس بن معاذ أخو سعد بن معاذ، والثانية: الحارث بن أوس بن النعمان النجاري الّذي حضر قتل كعب، والثالثة:
الحارث بن أوس بن رافع الأنصاري، وقتل يوم أحد، والرابعة: الحارث بن أوس من بنى النبيت، ثم من بنى عبد الأشهل، فهذه أربع تراجم، قال بعض العلماء: كلها واحد، فإن الحارث بن أوس ابن معاذ هو ابن أخي سعد بن معاذ، هو من بنى عبد الأشهل، وعبد الأشهل من بنى النبيت كما ذكرناه في نسبه، وشهد بدرا وقتل يوم أحد، وقيل: بقي إلى يوم الخندق، وهو الّذي أرسله سعد بن معاذ عمه لقتل كعب بن الأشرف، وهو الحارث بن أوس بن النعمان نسب إلى جده، فإن أوس بن معاذ بن النعمان، هو أخو سعد بن معاذ، وجعلاه نجاريا، وليس كذلك، فإن بنى النجار من الخزرج الأكبر، وهذا من الأوس، ثم جعلاه حارثيا في الترجمة التي جعلاه فيها نجاريا، وهما متناقضان، فإن حارثة من الأوس وهو حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو، وهو النبيت، بن مالك بن الأوس، ولا يقال:
خزرجيّ، إلا لمن ينسب إلى الخزرج الأكبر أخي الأوس، واللَّه أعلم. وهذا قول صحيح لا شبهة فيه.