للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مقبلا من ناحية قباء على ناقة حمراء وإنك يومئذ قدّامه، فما كنت لألقى رسول اللَّه بدمك، فانصرف الزبرقان وهو يقول أبياتا من شعره.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: لا تصح له صحبة،

[١٧٢٨ - الزبرقان بن بدر]

(ب د ع) الزّبرقان بن بدر بن امرئ القيس بن خلف بن بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي، يكنى أبا عيّاش، وقيل: أبو شذرة، واسمه الحصين، وقد تقدم في الحصين، وإنما قيل له الزبرقان لحسنه، والزبرقان القمر، وقيل: إنما قيل له ذلك لأنه ليس عمامة مزبرقة بالزعفران (١). وقيل: كان اسمه القمر، واللَّه أعلم.

نزل البصرة، وكان سيّدا في الجاهلية عظيم القدر في الإسلام، وفد على رسول اللَّه في وفد بنى تميم، منهم،: قيس بن عاصم المنقري وعمرو بن الأهتم، وعطارد بن حاجب، وغيرهم، فأسلموا وأجازهم رسول اللَّه فأحسن جوائزهم، وذلك سنة تسع، وسأل النبي عمرو بن الأهتم عن الزبرقان بن بدر فقال: مطاع في أدنية شديد العارضة، مانع لما وراء ظهره، قال الزبرقان: واللَّه لقد قال ما قال وهو يعلم أنى أفضل مما قال. قال عمرو: إنك لزمر المروءة (٢)، ضيق العطن، أحمق الأب، لئيم الخال. ثم قال: يا رسول اللَّه، لقد صدقت فيهما جميعا، أرضاني فقلت بأحسن ما أعلم فيه، وأسخطني فقلت بأسوإ ما أعلم فيه، فقال رسول اللَّه : إن من البيان لسحرا (٣).

وكان يقال للزبرقان: قمر نجد، لجماله. وكان ممن يدخل مكة متعمما لحسنه، وولاه رسول اللَّه صدقات قومه بنى عوف، فأداها في الردة إلى أبى بكر، فأقره أبو بكر على الصدقة لما رأى من ثباته على الإسلام وحمله الصدقة إليه حين ارتد الناس، وكذلك عمر بن الخطاب.

قال رجل في الزبرقان من النمر بن قاسط، يمدحه - وقيل، قالها الحطيئة:

تقول خليلتى لما التقينا … سيدركنا بنو القرم (٤) الهجان

سيد ركنا بنو القمر بن بدر … سراج الليل للشمس الحصان

فقلت: ادعى وأدعو إنّ أندى … لصوت أن ينادى داعيان

فمن يك سائلا عنى فإنّي … أنا النمري جار الزبرقان


(١) ذكر ابن قتيبة في عيون الأخبار ١ - ٢٢٦ أن السيد من العرب «كان يعتم بعمامة صفراء لا يعتم بها غيره، وإنما سمى الزبرقان بصفرة عممته، يقال: زبرقت الشيء، إذا صفرته».
(٢) في اللسان: ورجل زمر: قليل المروءة.
(٣) ينظر مجمع الأمثال للميداني، المثل رقم: ١.
(٤) في المطبوعة: القوم، والقرم: السيد المعظم، والهجان: الكريم.

<<  <  ج: ص:  >  >>