للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن ابن عمر: أن عمر جاء والصلاة قائمة، ونفر ثلاثة جلوس، أحدهم أبو جحش الليثي، فقال: قوموا فصلوا مع رسول اللَّه ، فقام اثنان وأبَى أبُو جحش أن يقوم معه، فأتى النبيَّ فأخبره، فقال: اجلس أُخْبِرْك بغنى الربِّ عن صلاة أبي جحش، إن للَّه ﷿ ملائكة في سمائه خشوعا، لا يرفعون رءوسهم حتى تقوم الساعة (١).

أخرجه أبو موسى وقال: أورده أبو نعيم وأبو زكريا. ولم أجده فيما عندنا من كتاب أبي نعيم في معرفة الصحابة، واللَّه أعلم.

٥٧٥٢ - أَبو جُحَيفة وَهْبُ بن عبد اللَّه

(ب ع س) أَبو جُحَيفة وَهْبُ بن عبد اللَّه. ويقال: وهب بن وهب. وهوَ وهْبُ الخَيرِ السّوائي. وهو من ولد حُرْثان بن سُوَاءَة بن عامر بن صَعْصَعة، قاله أبو عمر (٢). وقد ذكرنا نسبه في وهب إلى «حبيب بن سُوَاءَة (٣)».

نزل أبو جُحَيفة السُّوائي الكوفة، وكان من صغار الصحابة، ذكروا أن رسول اللَّه توفي وأبو جحيفة لم يبلغ الحُلُم، ولكنه سمع من رسول اللَّه وروى عنه. وجعله على ابن أبي طالب على بيت المال بالكوفة، وشهد معه مشاهده كلها، وكان يحبه ويثق إليه، ويسميه وهب الخير، ووهب اللَّه أيضاً.

أخبرنا أبو الفرج بن محمود، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد قراءَة عليه، وأَنا حاضر أَسمع، أَنبأَنا أَحمد بن عبد اللَّه الحافظ، أنبأنا أبو محمد عبد اللَّه بن جعفر الموصلي، حدثنا محمد بن أحمد بن المثنى، حدثنا جعفر بن عون، أخبرنا أبو عُمَيس، عن عون بن أبي جُحَيفة، عن أبيه قال: نزل رسول اللَّه بالأبطح (٤)، فجاء بلال فآذنه بالصلاة، قال: فتوضأ، وجعل الناس يأْتون، فصلى ركعتين والظُّعُن (٥) يَمْرُرْنَ بين يديه، والمرأة والحمار.

وروى عنه ابنه عون أنه أكل ثريدة بلحم، وأتى رسول اللَّه وهو يَتَجَشَّأُ (٦) فقال: أكفف عليك جُشَاءَك أبا جُحَيفة، فإن أكثرهم شبعاً في الدنيا أكثرهم جوعا يوم القيامة.


(١) قال الحافظ في الإصابة ٤/ ٣٢: «أخرج حديثه أبو الشيخ في كتاب العظمة، والحاكم في المستدرك … وليس في سنده إلا عبد الملك بن قدامة الجمحيّ وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين والعجليّ، وضعفه أبو حاتم والنسائي».
(٢) الاستيعاب: ٤/ ١٦١٩.
(٣) انظر الترجمة ٥٤٨٦: ٥/ ٤٦٠.
(٤) الأبطح: موضع بين مكة ومنى.
(٥) الظعن: جمع ظعينة، وهي المرأة في الهودج، وفي المصورة والمطبوعة: «يمرون».
(٦) التجشؤ: تنفس المعدة من الامتلاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>