للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقيل: إنه شهد يوم شمطة أيضا وهو من أعظم أيام الفجار وكانت الهزيمة فيه على قريش وكنانة، قال الزهري: لم يشهد رسول اللَّه هذا اليوم، ولو شهده لم تنهزم قريش، وهذا ليس بشيء؛ فان رسول اللَّه قد انهزم أصحابه عنه يوم أحد، وكثر القتل فيهم.

ذكر تزوج رسول اللَّه خديجة وذكر أولاده

قال: وأخبرنا يونس عن ابن إسحاق قال: وكانت خديجة بنت خويلد امرأة ذات شرف ومال، تستأجر له الرجال، أو تضاربهم بشيء تجعله لهم منه، فلما بلغها عن رسول اللَّه ما بلغها من صدق حديثه، وعظم أمانته، وكرم أخلاقه، بعثت إليه، فعرضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشام مع غلام لها يقال له: ميسرة، فقبله منها رسول اللَّه وخرج في مالها إلى الشام، فرآه راهب اسمه نسطور، فأخبر ميسرة أنه نبي هذه الأمة، ثم باع رسول اللَّه واشترى ما أراد، ثم أقبل قافلا، فلما قدم مكة على خديجة بمالها باعته فأضعف أو قريبا، وحدثها ميسرة عن قول الراهب، فأرسلت إلى رسول اللَّه أنى قد رغبت فيك، لقرابتك منى، وشرفك وأمانتك، وحسن خلقك، وصدق حديثك، وعرضت عليه نفسها، فخطبها وتزوجها على اثنتي عشرة أوقية ونش (١) والأوقية أربعون درهما. وقد ذكرنا ذلك في ترجمة خديجة .

وولد له من الولد بناته كلهن، وأولاده الذكور كلهم من خديجة إلا إبراهيم، فأما البنات فزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، ، وأما الذكور فالقاسم، وبه كان رسول اللَّه يكنى، والطاهر والطيب وقيل: القاسم والطاهر، وعبد اللَّه وهو الطيب؛ لأنه ولد في الإسلام، وقيل:

القاسم وعبد اللَّه وهو الطاهر والطيب، فمات القاسم بمكة وهو أول من مات من ولده، ثم عبد اللَّه قاله الزبير بن بكار. وقد ذكرت في خديجة وفي بناته أكثر من هذا.

ولما تزوج خديجة كان عمره خمسا وعشرين سنة، وكانت هي ابنة أربعين سنة، وقيل غير ذلك.

ذكر بناء الكعبة ووضع رسول اللَّه الحجر الأسود

قال ابن إسحاق: كانت الكعبة رضما (٢) فوق القامة، فأرادت قريش أن يهدموها ويرفعوها ويسقفوها، وكانوا يهابون هدمها، فاتفق أن نفرا من قريش سرقوا كنز الكعبة، وكان (٣) يكون في جوف الكعبة، وكان البحر قد ألقى سفينة إلى جدة لرجل من الروم، فتحطمت، فأخذوا خشبها فأعدوه لسقفها، فاجتمعت قريش على هدمها، وذلك بعد الفجار بخمس عشرة سنة، ورسول إذ ذاك ابن خمس وثلاثين سنة، فلما أجمعوا على هدمها قام أبو وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران


(١) هو: نصف الأوقية.
(٢) الرضم: أن تنضد الحجارة بعضها على بعض من غير ملاط.
(٣) عبارة ابن إسحاق في السيرة ١ - ١٩٣: «وإنما كان يكون في بئر في جوف الكعبة»، أي: كان يوجد.

<<  <  ج: ص:  >  >>