للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السلطان، فاعلموا أنى مجنون (١) ومن وجد لأبى شريح سمنا أو لبنا أو جداية (٢)، فهو له حل، فليأكله وليشربه.

أخبرنا غير واحد بإسنادهم إلى أبى عيسى الترمذي: حدثنا قتيبة، أخبرنا الليث بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي شريح العدوىّ أنه قال لعمرو بن سعيد - وهو يبعث البعوث إلى مكة (٣): ائذن لي أيها الأمير أحدّثك قولا قام به رسول اللَّه الغد من يوم الفتح، سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به، حمد (٤) اللَّه وأثنى عليه ثم قال: إن مكة حرمها اللَّه ولم يحرّمها الناس، ولا يحل لامرئ يؤمن باللَّه واليوم الآخر أن يسفك بها دما، أو يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخّص بقتال (٥) رسول اللَّه فيها، فقولوا له: إن اللَّه أذن لرسوله ولم يأذن لك، وإنما أذن لي فيها ساعة من النهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب. فقيل لأبى شريح: ما قال لك عمرو بن سعيد؟ قال: أنا أعلم منك بذلك، إن الحرم لا يعيذ عاصيا، ولا فارّا بدم، ولا فارّا بخربة (٦).

وتوفى أبو شريح سنة ثمان وستين.

أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.

يعضد شجرة أي يقطعها. ولا فارا بخربة (٧).

[٥٩٩٨ - أبو شريح الحارثي]

(ب) أبو شريح هانئ بن يزيد الحارثىّ.

أخبرنا عبيد اللَّه بن أحمد البغدادي بإسناده عن يونس بن بكير، عن قيس بن الربيع، عن


(١) بعده في الاستيعاب ٤/ ١٦٨٩: «وإذا رأيتموني أمنع جاري أن يضع خشبته في حائطي، فاعلموا أنى مجنون، فاكوونى». ونخشى أن يكون قد سقط من أسد الغابة.
(٢) الجداية- بفتح الجيم-: ما بلغ ستة أو سبعة أشهر من الظباء، بمنزلة الجدي من المعز.
(٣) أي: لقتال عبد اللَّه بن الزبير.
(٤) في تحفة الأحوذي: «إنه حمد».
(٥) في تحفة الأحوذي: «لقتال».
(٦) في المطبوعة: «بجزية». وهو خطأ. وخربة- بفتح الخاء المعجمة، وإسكان الراء-: السرقة، والجناية.
وقال الترمذي بعد هذا الحديث: «ويروى: بخزية»، أي بشيء يخزي منه ويستحيى.
هذا وفي تحفة الأحوذي: «وقد تصرف عمرو في الجواب، وأتى بكلام ظاهره حق لكن أراد به الباطل، فإن الصحابي أنكر عليه نصب الحرب على مكة، فأجابه بأنها لا تمنع من إقامة القصاص. وهو صحيح، إلا أن ابن الزبير لم يرتكب أمرا يجب عليه فيه شيء من ذلك».
(٧) كذا، ولعل ابن الأثير أراد أن يشرح «خربة»، فغفل عن ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>