للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ووصف متمم بن نويرة أخاه مالكا فقال: «كان يركب الفرس الحرون (١)، ويقود الجمل الثّفال (٢)، وهو بين المزادتين (٣) النّضوحتين في الليلة القرّة، وعليه شملة (٤) فلوت، معتقلا رمحا خطّيّا (٥) فيسرى ليلته ثم يصبح وجهه ضاحكا، كأنه فلقة (٦) قمر» ورضى عنه.

[٤٦٤٩ - مالك بن هبيرة]

(ب د ع) مالك بن هبيرة بن خالد بن مسلم الكنديّ السّكونى، عداده في المصريين روى عنه أبو الخير مرثد بن عبد اللَّه اليزنىّ، كان أميرا لمعاوية على الجيوش.

أنبأنا إسماعيل بن علي وإبراهيم وغيرهما بإسنادهم إلى الترمذي: حدثنا أبو كريب، حدّثنا عبد اللَّه بن المبارك ويونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد اللَّه اليزنىّ قال: كان مالك بن هبيرة إذا صلى على جنازة، فتقالّ (٧) الناس، جزأهم ثلاثة صفوف (٨)، ثم قال: قال رسول اللَّه : من صلى عليه ثلاثة صفوف فقد أوجب (٩).

هكذا رواه غير واحد عن ابن إسحاق. ورواه إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، وأدخل بين مرثد ومالك: الحارث بن مالك بن مخلد الأنصاري (١٠).

أخرجه الثلاثة.


(١) الحرون: الصعب الّذي لا ينقاد، إذا اشتد به الجرى وقف.
(٢) في المطبوعة: «الثقال»، بالقاف. والصواب الثفال، بالفاء: وهو البطيء الثقيل.
(٣) المزادة: التي يحمل فيها الماء. ومزادة نضوح: تنضح الماء، أي: ترشح. وليلة قرة: باردة.
(٤) شملة فلوت- بفتح فضم-: لا ينضم طرفاها لصغرها، فهي تفلت من يده إذا اشتمل بها.
(٥) اعتقال الرمح: أن يجعله الراكب تحت فخذه، ويجر آخره على الأرض وراءه. والرماح الخطية: نسبة إلى الخط:
مرفأ السفن بالبحرين.
(٦) ببعض هذا وصف متمم بن نويرة، أخو مالك، نفسه عندما قدم على عمر بن الخطاب، كما في رواية ابن قتيبة ينظر الشعر والشعراء: ٣٣٧.
(٧) في المطبوعة: «فقام الناس». والمثبت عن سنن الترمذي، ولفظها: «فتقال الناس عليها»، أي: رآهم قليلا.
(٨) لفظ الترمذي: «جزأهم ثلاثة أجزاء».
(٩) أي: استحق الجنة.
هذا والحديث رواه الترمذي في أبواب الجنائز، باب «كيف الصلاة على الميت والشفاعة له». ينظر تحفة الأحوذي، الحديث ١٠٣٣: ٤/ ١١٢ - ١١٤. وقال الترمذي: «حديث مالك بن هبيرة حديث حسن».
(١٠) هذا كله لفظ الترمذي، بيد أنه لم يصرح بمن أدخل، ونصه: «وأدخل بين مرثد ومالك بن هبيرة رجلا».
ولم نجد «الحارث بن مالك بن مخلد». ولعله: الحارث بن مخلد الزرقيّ الأنصاري الّذي يروى عن عمر وأبي هريرة، ويروى عنه سهيل بن أبي صالح «ينظر الجرح لابن أبي حاتم: ١/ ٢/ ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>