للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذكر الزبير بن بكار، عن محمد بن الحسن المخزومي، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه [عن أبيه (١)] عن أبي وجزة، عن أبيه: أن الخنساء شهدت القادسية ومعها أربعة بنين لها، فقالت لهم أوّل الليل: يا بنىّ، إنكم أسلمتم وهاجرتم مختارين، واللَّه الّذي لا إله غيره إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم، ولا هجّنت حسبكم، ولا غيّرت (٢) نسبكم. وقد تعلمون ما أعدّ اللَّه للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين. واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول اللَّه ﷿: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا، وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾. فإذا أصبحتم غدا إن شاء اللَّه سالمين فاغدوا إلى قتال عدوّكم مستبصرين، وباللَّه على أعدائه مستنصرين. وإذا رأيتم الحرب قد شمّرت عن ساقها، واضطرمت لظى على سياقها، وجلّلت نارا على أرواقها (٣)، فتيمّموا وطيسها (٤)، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها (٥)، تظفروا بالغنم والكرامة، في دار الخلد والمقامة. فخرج بنوها قابلين لنصحها، وتقدموا فقاتلوا وهم يرتجزون، وأبلوا بلاء حسنا، واستشهدوا . فلما بلغها الخبر قالت: الحمد للَّه الّذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربى أن يجمعني بهم في مستقرّ رحمته.

وكان عمر بن الخطاب يعطى الخنساء أرزاق أولادها الأربعة، لكل واحد مائتا درهم، حتى قبض .

أخرجها أبو عمر.

[٦٨٧٧ - خولة بنت الأسود]

(ب د ع) خولة بنت الأسود بن حذافة. تكنى أمّ حرملة الخزاعية.

روى موسى بن عقبة، عن ابن شهاب في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة من بنى عبد الدار: جهيم بن قيس - وقيل: جهم - ومعه امرأته خولة بنت الأسود بن حذافة. سماها ابن عقبة ولم يكنها. وكناها ابن إسحاق ولم يسمها فقال: أم حرملة بنت عبد الأسود بن جذيمة


(١) ما بين القوسين عن الاستيعاب: ٤/ ١٨٢٨.
(٢) في المطبوعة: «غبرت»، بالباء، والمثبت عن الاستيعاب، وخزانة الأدب: ١/ ٢١٠.
(٣) في الاستيعاب: «أوراقها».
(٤) الوطيس: شبه التنور.
(٥) الخميس: الجيش.

<<  <  ج: ص:  >  >>