للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حرف الزاي

[٧٤٤٣ - أم زفر]

(ب د ع) أم زفر، هي التي كان بها مسّ من الجن.

روى ابن جريج، عن الحسن بن مسلم، عن طاوس قال: كان النبي يؤتى بالمجانين.

فيضرب صدر أحدهم فيبرأ، فأتى بمجنونة يقال لها «أم زفر» فضرب صدرها فلم تبرأ ولم يخرج شيطانها فقال رسول اللَّه : «هو يعيبها في الدنيا، ولها في الآخرة خير».

قال ابن جريج: وأخبرني عطاء أنه رأى أم زفر امرأة سوداء طويلة على سلم الكعبة.

قال ابن جريج: أخبرني عبد الكريم، عن الحسن أنه سمعه يقول: كانت امرأة تحمق (١)، فجاء إخوتها (٢) فشكوا ذلك إليه، فقال: إن شئتم دعوت اللَّه فبرأت، وإن شئتم كانت كما هي، ولا حساب عليها في الآخرة. فخيرها اخوتها فقالت: دعوني كما أنا. فتركوها.

أخرجها الثلاثة.

[٧٤٤٤ - أم زفر ماشطة خديجة]

(س) أم زفر ماشطة خديجة، وكانت عجوزا سوداء تغشى النبيّ في زمان خديجة.

روى عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت:

بلى. قال: هذه المرأة السوداء، أتت رسول اللَّه فقالت: إني أصرع (٣) وإني أنكشف، فادع اللَّه ﷿. قال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت اللَّه أن يعافيك.

فقالت: اصبر. قالت: فإنّي أنكشف، فادع اللَّه أن لا أنكشف. فدعا لها.

وروى ابن جريج، عن عطاء: أنه رأى أم زفر امرأة سوداء على سلم الكعبة.

أخرجها كذا أبو موسى، وقال: يحتمل أن تكون أم زفر التي ذكروها.

قلت: كذا ذكرها أبو موسى، وذكر حديث ابن عباس وابن جريج، وهذان الحديثان يدلان أنهما واحدة، والّذي ذكره أبو موسى عن ابن جريج في هذه الترجمة، ذكره أبو عمر في الترجمة الأولى، وقوله في هذه: «إنها العجوز التي كانت تغشى النبي في حياة خديجة، يدل أنها غير الأولى، إلا أن يكون الصرع حدث بها (٤)، واللَّه أعلم.


(١) في الاستيعاب: «تخنق». والحمق: قلة العقل.
(٢) في الاستيعاب: «فجاء إخوتها إلى النبي فشكوا … ».
(٣) في القاموس المحيط: «الصرع: علة تمنع الأعضاء النفسية من أفعالها منعا غير تام، وسببه سدة تعرض في بعض بطون الدماغ وفي مجاري الأعصاب المحركة للأعضاء، من خلط غليظ أو لزج كثير، فتمتنع الروح عن السلوك فيها سلوكا طبيعيا، فتتشنج الأعضاء».
(٤) انظر ترجمة سعيدة الأسدية: ٧/ ١٤٢، وشقيرة الأسدية: ٧/ ١٦٤. والإصابة: ٤/ ٤٣٤ - ٤٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>