للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

روى ابن لهيعة، عن كعب بن علقمة، عن حسان بن كليب الحميري، قال: سمعت من ذي الكلاع الحميري، يقول: سمعت رسول اللَّه يقول: اتركوا الترك ما تركوكم.

وكان رئيساً في قومه متبوعاً، أسلم وكتب إليه النبي في التعاون على قتل الأسود العنسي، وكان الرسول جرير بن عبد اللَّه البجلي، وقيل: جابر بن عبد اللَّه. والأول أصح. وقد تقدمت القصة في ذي عمرو.

ثم إن ذا الكلاع خرج إلى الشام وأقام به، فلما كانت الفتنة كان هو القَيِّم بأمر صفين (١)، وقتل فيها.

قيل: إن معاوية سَرَّه قتلُه. وذلك أنه بلغه أن النبي قال لعمار بن ياسر: تقتله الفئة الباغية. فقال لمعاوية وعمرو: ما هذا؟ وكيف نقاتل علياً وعماراً. فقالوا: إنه يعود إلينا ويقتل معنا. فلما قتل ذو الكلاع وقُتِل عمار، قال معاوية: لو كان ذو الكلاع حياً لمال بنصف الناس إلى عليّ.

وقيل: إنما أراد الخلاف على معاوية، لأنه صح عنده أن علياً بريء من دم عثمان.

قال أبو عمر: ولا أعلم لذي الكلاع صحبة أكثر من إسلامه واتباعه النبي في حياته، ولا أعلم له رواية إلا عن عمرو وعوف بن مالك (٢).

ولما قتل ذو الكلاع أرسل ابنه شرحبيل إلى الأشعث بن قيس يرغَب إليه في جثة أبيه (٣)، فقال الأشعث: إني أخاف أن يتهمني أمير المؤمنين، ولكن عليك بسعيد بن قيس، يعني الهمداني، فإنه في الميمنة. وكان معاوية قد منع أهل الشام أن يدخلوا عسكر على؛ لئلا يفسدوا عليه. فأتى ابن ذي الكلاع إلى معاوية فاستأذنه في دخول عسكرهم إلى سعيد بن قيس، فأذن له، فأتى سعيداً، فأذن له في أخذ جيفة أبيه، فأخذها. وكان الذي قتل ذا الكلاع الأشترُ النخعي، وقيل: حُرَيث بن جابر.

روى عن أبي ميسرة عَمْرو بن شرحبيل الهَمْداني قال: رأيتُ عَمّار بن ياسر، وذا الكلاع في المنام في ثياب بيض في أفنية الجنة، فقلت: ألم يقتل بعضكم بعضاً؟ قالوا: بلى، ولكن وجدنا اللَّه ﷿ واسع المغفرة، قال: فقلت: ما فعل أهل النهر؟، يعني الخوارج. فقيل لي: لقوا بَرْحاً (٤)، وكان ذو الكلاع قد أعتق أربعة آلاف أهل البيت وقيل: عشرة آلاف. واللَّه أعلم. أخرجه الثلاثة.

١٥٥٣ - ذُو اللَّحْية الكِلابِي

(ب د ع) ذُو اللَّحْية الكِلابِي. واسمه: شريح بن عَامِر بن عَوْف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب بن رَبيعة بن عامر بن صعصعة، له صحبة.

أَخبرنا عبد الوهاب بن هبة اللَّه بإسناده إِلى عبد اللَّه بن أَحمد قال: حدثنا يحيى بن معَين، أخبرنا أبو عبيدة، يعنى الحداد، أخبرنا عبد العزيز بن مسلم، عن يزيد بن أبي منصور، عن ذي اللحية الكلابي


(١) في الاستيعاب. ٤٧٢: «وكان ذو الكلاع القائم بأمر معاوية في حرب صفين».
(٢) في الاستيعاب: إلا عن عمرو بن عوف بن مالك.
(٣) بعده في الاستيعاب: ليأذن له في أخذها، وكان في الميسرة.
(٤) البرح: الشدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>