للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروى يزيد بن هارون، عن فطر (١)، عن أَبي الطفيل قال: قال بعض أَصحاب النبي : لقد كان لعلي من السوابق ما لو أَن سابقة منها بين الخلائق لوسعتهم خيراً.

وله في هذا أَخبار كثيرة نقتصر على هذا منها، ولو ذكرنا ما سأَله الصحابة - مثل عمر وغيره لأَطلنا.

[زهده وعدله ]

أَنبأَنا أَبو أَحمد عبد الوهاب بن علي الأَمين أَنبأَنا أَبو القاسم هبة اللَّه بن عبد الواحد، أَنبأَنا أَبو طالب بن غيلان، أَنبأَنا أَبو إِسحاق إِبراهيم بن محمد المزكى (٢)، حدّثنا محمد بن المسيب قال: سمعت عبد اللَّه بن حنيف (٣) يقول: قال يوسف بن أَسباط: الدنيا دار نعيم الظالمين - قال: وقال علي بن أَبي طالب: الدنيا جيفة، فمن أَراد منها شيئاً، فليصبر على مخالطة الكلاب.

أَخبرنا أَبو ياسر عبد الوهاب بن هبة اللَّه، أَنبأَنا أَبو غالب بن البناء، أَنبأَنا محمد بن أَحمد ابن محمد بن حَسْنُون النَّرْسِي، حدّثنا محمد بن إِسماعيل بن العباس إِملاءً، حدّثنا أَحمد بن علي الرقي، أَخبرنا القاسم بن علي بن أبان، حدثنا سهيل بن صُقير، حدثنا يحيى بن هاشم (٤) الغساني، عن علي بن جزء قال: سمعت أَبا مريم السلولي يقول: سمعت عمار بن ياسر يقول:

سمعت رسول اللَّه يقول لعلي بن أَبي طالب: يا علي، إِنَّ اللَّه ﷿ قد زيّنك بزينة لم يتزين العباد بزينة أَحب إِليه منها: الزهد في الدنيا، فجعلك لا تنال من الدنيا شيئاً، ولا تنال الدنيا منك شيئاً. ووهب لك حب المساكين، ورضُوا بك إِماماً، ورضيت بهم أَتباعاً، فطوبى لِمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أَبغضك وكَذَب عليك، فأَما الذين أَحبوك وصدَقوا فيك، فهم جيرانك في دارك، ورفقاؤك في قصرك، وأَما الذين أَبغضوك وكَذَبوا عليك، فحق على اللَّه أَن يوقفهم موقف الكذابين يوم القيامة


(١) في المطبوعة «قطر» بالقاف وهو خطأ واسمه فطر بن خليفة ينظر التهذيب ٨/ ٣٠٠ - ٣٠٢.
(٢) في المطبوعة: «إبراهيم بن محمد المزني». وهو خطأ، والصواب عن العبر للذهبي: ٢/ ٣٢٧، ومخطوطة دار الكتب «١١١» مصطلح حديث. وفي التهذيب ترجمة محمد بن المسيب ٩/ ٤٥٥ أنه روى عنه أبو إسحاق الزكي» وهو خطأ.
(٣) كذا، وفي التهذيب ١١/ ٤٠٧، ترحمه يوسف بن أسباط أنه يروى عنه عبد اللَّه بن حبيب الأنطاكي. وفي مخطوطة الدار مثل ما في المطبوعة، والفاء أقرب إلى القاف.
(٤) في المطبوعة: يحيى بن هشام. والمثبت عن ترجمته في الجرح والتعديل: ٤/ ٢/ ١٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>