للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خلّوا المكارم لستم من أهلها … وخذوا مساحيكم بنى النجار

ذهبت قريش بالمكارم والعلى … واللّؤم تحت عمائم الأنصار

فبلغ الشعر النعمان بن بشير، فدخل على معاوية فحسر عن رأسه عمامته، وقال: يا أمير المؤمنين، أترى لؤما؟ قال: بل أرى كرما وخيرا، وما ذاك؟ قال: زعم الأخطل أن اللّؤم تحت عمائمنا! قال: وفعل؟ قال: نعم. قال: فلك لسانه، وكتب أن يؤتى به، فلمّا أتى به قال للرسول: أدخلني على يزيد، فأدخله عليه، فقال: هذا الّذي كنت أخاف، قال:

فلا تخف شيئا. ودخل على معاوية فقال: علام أرسلت إلى هذا الرجل الّذي يمدحنا ويرمى من وراء جمرتنا (١)؟ قال: هجا الأنصار! قال: ومن يعلم ذلك؟ قال: النعمان بن بشير. قال:

لا يقبل قوله، وهو يدّعى لنفسه، ولكن تدعوه بالبينة، فإن أثبت بينة أخذت له. فدعاه بها، فلم يأت بشيء فخلّاه.

وتوفى عبد الرحمن سنة أربع ومائة، قاله خليفة.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

[٣٢٨٣ - عبد الرحمن بن حسنة]

(ب د) عبد الرّحمن بن حسنة، أخو شرحبيل بن حسنة (٢)، وحسنة أمهما مولاة لمعمر (٣) بن حبيب بن حذافة (٤) بن جمح. اختلف في اسم أبيهما، وفي نسبه وولائه، على ما ذكرناه في شرحبيل أخيه.

روى عنه زيد بن وهب.

أخبرنا أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن المخزومي، بإسناده إلى أحمد بن علي بن المثنى قال:

حدثنا أبو خيثمة، حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بن حسنة قال: غزونا مع رسول اللَّه ، فنزلنا أرضا كثيرة الضّباب، فأصبناها، فكانت القدور تغلي بها. فقال النبي : ما هذه؟ فقلنا: ضباب أصبناها. فقال: إن أمة من بني إسرائيل مسخت، فأخشى أن تكون هذه. فأمرنا فألقيناها وإنا لجياع (٥).


(١) الجمرة: الجماعة.
(٢) ينظر الترجمة رقم ٢٤٠٩: ٢/ ٥١٢.
(٣) في الأصل والمطبوعة: «مولاة لعمر». وهو خطأ، والمثبت من كتاب نسب قريش: ٣٩٣. كما ينظر ترجمة شرحبيل بن حسنة: ٢/ ٥١٢.
(٤) في الأصل مكان حذافة: «خلافة» وهو خطأ. ينظر المرجعين المتقدمين.
(٥) أخرجه الإمام أحمد عن أبي معاوية ويحيى بن سعيد، كلاهما عن الأعمش، به نحوه، المسند: ٤/ ١٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>