للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٢٢٣ - الحكم الغفاريّ

(ب د ع) الحكم بن عمرو الغفاريّ. وهو أخو رافع بن عمرو، غلب عليهما هذا النسب إلى غفار، وأهل العلم بالنسب يمنعون ذلك، ويقولون: إنهما من ولد نعيلة بن مليل أخي غفار بن مليل. ويقولون:

هو الحكم بن عمرو بن مجدّع بن حذيم بن الحارث بن نعيلة بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة ابن كنانة.

صحب النبي حتى توفى ، ثم سكن البصرة. واستعمله زياد بن أبيه على خراسان، من غير قصد منه لولايته، إنما أرسل زياد يستدعى الحكم، فمضى الرسول غلطا منه، وأحضر الحكم بن عمرو، فلما رآه زياد قال: هذا رجل من أصحاب النبي واستعمله عليها.

وغزا الكفار فغنم غنائم كثيرة، فكتب إليه زياد: إن أمير المؤمنين، يعنى معاوية، كتب أن تصطفى له الصفراء والبيضاء، فلا تقسم في الناس ذهبا ولا فضة. فكتب إليه الحكم: بلغني ما ذكرت من كتاب أمير المؤمنين، وإني وجدت كتاب اللَّه تعالى قبل كتاب أمير المؤمنين، وإنه، واللَّه، لو أن السماء والأرض كانتا رتقا على عبد، ثم اتقى اللَّه تعالى، جعل له مخرجا، والسلام.

وقسم الفيء بين الناس، وقال الحكم: اللَّهمّ إن كان لي عندك خير فاقبضني إليك. فمات بخراسان بمرو سنة خمسين، واستخلف لما حضرته الوفاة أنس بن أبي أناس.

روى عنه الحسن، وابن سيرين، وعبد اللَّه بن الصامت، وأبو الشعثاء، ودلجة بن قيس، وأبو حاجب وغيرهم.

أخبرنا إسماعيل بن عبد اللَّه بن علي، وأبو جعفر بن السمين، وغيرهما بإسنادهم إلى أبى عيسى محمد ابن عيسى، حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا وكيع، عن سفيان، عن سليمان التيمي، عن أبي حاجب، عن رجل من بنى غفار، قال: نهى رسول اللَّه عن فضل طهور المرأة.

ورواه محمد بن بشار، ومحمود بن غيلان، عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة، عن عاصم، عن أبي حاجب، عن الحكم بن عمرو الغفاريّ، نحوه.

وروى ابن منده، عن الحسن: أن زيادا استعمل الحكم بن عمرو الغفاريّ على البصرة، فلقيه عمران بن حصين في دار الإمارة بين الناس، فقال: أتدري فيم جئتك؟ أتذكر أن رسول اللَّه لما بلغه الّذي قال له أميره: قم فقع في النار، فقام الرجل ليقع فيها، فأدرك فأمسك، فقال النبي : لو وقع فيها لدخل النار، ثم قال: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. قال: بلى. قال: إنما أردت أن أذكرك هذا الحديث.

وقد روى أن عمران قاله للحكم لما ولى خراسان، وهو الصحيح، فإن الحكم لم يل البصرة لزياد قط.

وقد روى أيضا أن الحكم قال هذا لعمران، والأول أصح وأكثر.

أخرجه الثلاثة.

مجدع: بضم الميم، وفتح الجيم والدال المهملة المشددة، وآخره عين، قاله الأمير أبو نصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>