لأبيه ﵄، يكنى أبا عبد الرحمن، أمه أسماء بنت وهب بن حبيب، من بنى أسد، وأم عمر حنتمة بنت هاشم بن المغيرة المخزومية، وكان زيد أسنّ من عمر.
وهو من المهاجرين الأولين، شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والحديبيّة، والمشاهد كلها مع رسول اللَّه ﷺ، وآخى رسول اللَّه بينه وبين معن بن عدي الأنصاريّ العجلاني، حين آخى بين المهاجرين والأنصار بعد قدومه المدينة، فقتلا جميعا باليمامة شهيدين، وكانت وقعة اليمامة في ربيع الأول سنة اثنى عشرة، في خلافة أبى بكر الصديق ﵁.
وكان طويلا بائن الطول، ولما قتل حزن عليه عمر حزنا شديدا، فقال: ما هبّت الصّبا إلا وأنا أجد منها ريح زيد، وقال له عمر يوم أحد: خذ درعي. قال: إني أريد من الشهادة ما تريد. فتركاها جميعا.
وكانت راية المسلمين يوم اليمامة مع زيد، فلم يزل يتقدم بها في نحر العدو ويضارب بسيفه حتى قتل، ووقعت الراية، فأخذها سالم مولى أبى حذيفة، ولما انهزم المسلمون يوم اليمامة، وظهرت حنيفة فغلبت على الرجال، جعل زيد يقول: أما الرجال فلا رجال. وجعل يصيح بأعلى صوته: اللَّهمّ إني أعتذر إليك من فرار أصحابي، وأبرأ إليك مما جاء به مسيلمة، ومحكّم اليمامة، وجعل يسير بالراية يتقدم بها حتى قتل، ولما أخذ الراية سالم قال المسلمون: يا سالم، إنا نخاف أن نؤتى من قبلك، فقال: بئس حامل القرآن أنا إن أتيتم من قبلي!
وزيد بن الخطاب هو الّذي قتل الرّجّال بن عنفوة، واسمه نهار، وكان قد أسلم وهاجر وقرأ القرآن، ثم سار إلى مسيلمة مرتدا، وأخبر بنى حنيفة أنه سمع النبي ﷺ يقول: إن مسيلمة شرك معه في الرسالة فكان أعظم فتنة على بنى حنيفة، وكان أبو مريم الحنفىّ هو الّذي قتل زيد بن الخطاب يوم اليمامة، وقال لعمر لما أسلم: يا أمير المؤمنين، إن اللَّه أكرم زيدا بيدي، ولم يهنّى بيده، وقيل: قتله سلمة بن صبيح، ابن عم أبى مريم، قال أبو عمر: النفس أميل إلى هذا، ولو كان أبو مريم قتل زيدا لما استقضاه عمر.
ولما قتل زيد قال عمر: رحم اللَّه زيدا، سبقني أخي إلى الحسنين، أسلم قبلي واستشهد قبلي، وقال عمر لمتمّم بن نويرة، حين أنشده مراثيه في أخيه مالك: لو كنت أحسن الشعر لقلت في أخي مثل ما قلت في أخيك، قال متمم: لو أن أخي ذهب على ما ذهب عليه أخوك ما حزنت عليه، فقال عمر:
ما عزّانى أحد بأحسن ما عزيتنى به.
أخرجه الثلاثة.
١٨٣٥ - زيد بن الدّثنّة
(ب د ع) زيد بن الدّثنة بن معاوية بن عبيد بن عامر بن بياضة بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي البياضي، شهد بدرا وأحدا، وأرسله النبي في سرية عاصم بن ثابت، وخبيب بن عدي.