للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم دخل رسول اللَّه على ابنته فقال: «أكرمي مثواه، ولا يخلصن إليك، فإنك لا تحلّين له». قالت: إنه قد جاء في طلب ماله. فجمع رسول اللَّه تلك السرية، وقال:

إن هذا الرجل منا بحيث علمتم، وقد أصبتم له مالا، وهو مما أفاءه اللَّه عليكم، وأنا أحب أن تحسنوا وتردّوا عليه الّذي له، فإن أبيتم فأنتم أحق به. فقالوا: بل نردّه عليه. فردّوا عليه ماله أجمع، فعاد إلى مكة وأدّى إلى الناس أموالهم. ثم قال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أن محمدا رسول اللَّه، واللَّه ما منعني من الإسلام إلا خوفا أن تظنوا بي (١) أكل أموالكم. ثم قدم على رسول اللَّه مسلما، وحسن إسلامه، وردّ عليه رسول اللَّه ابنته زينب بنكاح جديد، وقيل: بالنكاح الأول ..

وقال ابن منده: ردّ النبيّ ابنته على أبى العاص بعد سنتين بنكاحها الأوّل.

وولد له من زينب عليّ بن أبي العاص - وقد ذكرناه- (٢) وأمامة بنت أبي العاص، ويرد ذكرها في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.

ولما أرسل رسول اللَّه علي بن أبي طالب إلى اليمن، سار معه. وكان مع علي أيضا لما بويع أبو بكر، وتوفيت زينب وهي عند أبي العاص، وتوفى أبو العاص سنة اثنتي عشرة.

أخرجه الثلاثة.

قلت: قول ابن منده: «فإن النبي ردّ زينب بعد سنتين». ليس بشيء، فإن أبا العاص أرسلها بعد بدر، وكانت بدر في السنة الثانية، وأسلم أبو العاص قبيل الفتح أوّل السنة الثامنة، فيكون نحو ست سنين، فقوله «سنتين»، ليس بشيء.

[٦٠٣٦ - أبو عامر الأشعري]

(ب س) أبو عامر الأشعري عمّ أبى موسى. اسمه: عبيد بن سليم بن حضّار (٣). وقد تقدّم عند ترجمة أبى موسى عبد اللَّه بن قيس (٤).

وقال ابن المديني: «اسمه عبيد بن وهب (٥)»، فلم يصنع شيئا.

وكان أبو عامر من كبار الصحابة، قتل يوم حنين.


(١) في الاستيعاب ٤/ ١٧٠٣: «إلا تخوف أن».
(٢) انظر الترجمة ٣٧٨٥: ٤/ ١٢٥ - ١٢٦.
(٣) انظر ترجمة «عبيد بن سليم» في: ٣/ ٥٤١.
(٤) انظر ترجمته في: ٣/ ٣٦٧ - ٣٦٩.
(٥) انظر ترجمته في ٣/ ٥٤٩ - ٥٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>