وروى طلق بن حبيب عن بشير بن كعب قال:«جاء غلامان شابان إلى رسول اللَّه ﷺ فقالا: يا رسول اللَّه، أنعمل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أو في أمر يستأنف؟ قال لا بل في أمر جفت به الأقلام وجرت به المقادير، قالا: ففيم العمل إذا يا رسول اللَّه؟ قال: كل عامل ميسر لعمله. قالا: فالآن نجد ونعمل».
قال أبو موسى: هذان الحديثان يوهمان أن لبشير صحبة، ولا صحبة له.
قلت: لا شك أنه لا صحبة له، وإنما روايته عن أبي ذر، وعن أبي الدرداء، وأبي هريرة، ويروى عنه طلق، وعبد اللَّه بن بريدة، والعلاء بن زياد.
أخرجه أبو موسى.
[باب الباء والصاد والعين والغين]
٤٧٧ - بصرة بن أبي بصرة
(ب د ع) بصرة بن أبي بصرة الغفاريّ. له ولأبيه صحبة، وقد اختلف في اسم أبيه، وهما معدودان فيمن نزل مصر من الصحابة.
أخبرنا مكي بن زيان بن شبة النحويّ المقري بإسناده عن يحيى بن يحيى، عن مالك بن أنس، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة عن أبي هريرة ﵁ قال: خرجت إلى الطور فلقيت به بصرة بن أبي بصرة الغفاريّ، فقال: من أين أقبلت؟ فقلت: من الطور، فقال لو: أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت، سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول:«لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي، ومسجد بيت المقدس».
قال أبو عمر: هذا الحديث لا يوجد هكذا إلا في الموطأ لبصرة بن أبي بصرة، ورواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن أبي بصرة، وكذلك رواه سعيد بن المسيب، وسعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة فقالا: عن أبي بصرة قال: وأظن الوهم جاء فيه من يزيد بن الهاد. واللَّه أعلم.
قلت: قول أبى عمر: «لا يوجد هكذا إلا في الموطأ» وهم منه، فإنه قد رواه الواقدي عن عبد اللَّه ابن جعفر، عن ابن الهاد مثل رواية مالك، عن بصرة بن أبي بصرة، فبان بهذا أن الوهم من ابن الهاد، أو من محمد بن إبراهيم، فإن أبا سلمة قد روى عنه غير محمد، فقال: عن أبي بصرة، واللَّه أعلم.
أخرجه الثلاثة.
[٤٧٨ - بصرة الأنصاري]
(د ع) بصرة وقيل: بسرة، وقيل: نضلة الأنصاري.
روى عنه سعيد بن المسيب أنه تزوج امرأة بكرا فدخل بها فوجدها حبلى، ففرق رسول اللَّه ﷺ بينهما، وقال:«إذا وضعت فأقيموا عليها الحد، وأعطاها الصداق بما استحل من فرجها». وقد ذكرناه في بسرة.