للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو الّذي فتح حصن النجير (١) بحضرموت مع زياد بن لبيد الأنصاري، وسيّر الأشعث ابن قيس إلى أبى بكر أسيرا، وله في قتال الردة باليمن أثر كبير، أتينا على ذكره في «الكامل في التاريخ».

أخرجه الثلاثة.

[٥١٢٨ - المهاجر بن خالد بن الوليد]

(ب) المهاجر بن خالد بن الوليد، وهو ابن عم الأوّل، وهو قرشي مخزومى.

كان غلاما على عهد رسول اللَّه هو وأخوه عبد الرحمن. وكانا مختلفين: شهد عبد الرحمن صفّين مع معاوية، وشهدها المهاجر مع علي كرم اللَّه وجهه (٢)، وشهد معه الجمل أيضا، وفقئت عينه بها، وقتل بصفّين.

وله ابن اسمه خالد، ولما قتل ابن أثال الطبيب عبد الرحمن بن خالد بالسم الّذي سقاه، ولم يطلب خالد بثأر عمه، عيّره عروة بن الزبير، فسار خالد إلى دمشق هو ومولاه نافع، فرصدا ابن أثال ليلا، وكان يسمر عند معاوية، فلما انتهى إليهما ومعه غيره من سمّار معاوية، حمل عليه خالد ونافع، فتفرقوا، وقتل خالد الطبيب، ثم انصرف إلى المدينة وهو يقول لعروة بن الزبير (٣):

قضى لابن سيف اللَّه بالحقّ سيفه … وعرّى من حمل الذّحول (٤) رواحله

فإن كان حقّا فهو حقّ أصابه … وإن كان ظنّا فهو بالظّن فاعله

سل ابن أثال هل ثأرت ابن خالد؟ … وهذا ابن جرموز فهل أنت قاتله؟

يعنى أن ابن جرموز قتل الزبير، فلم يطلب أحد من أولاده بثأره.

أخرجه أبو عمر.


(١) النجير: حصن باليمن قرب حضرموت، لجا إليه أهل الردة مع الأشعث بن قيس أيام أبى بكر، فحاصره زياد بن لبيد البياضي، حتى افتتحه عنوة، وقتل من فيه، وأسر الأشعث بن قيس، وذلك سنة ١٢ للهجرة (ياقوت).
(٢) انظر ذلك أيضا في ترجمة عبد الرحمن، وقد تقدمت برقم ٣٢٨٧: ٣/ ٤٤٠.
(٣) الأبيات في الاستيعاب: ٤/ ١٤٥٣.
(٤) الذحول: جمع ذحل- بفتح فسكون- وهو: الثأر.

<<  <  ج: ص:  >  >>