للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديثه في الضب (١)، يختلفون فيه اختلافا كثيرا، وأما حديثه في الحمر الأهلية يوم فتح خيبر فصحيح.

أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي الصوفي، بإسناده إلى سليمان بن الأشعث، قال:

حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا خالد، عن حصين، عن زيد بن وهب، عن ثابت بن وديعة قال:

كنا مع رسول اللَّه في جيش فأصبنا ضبابا، فشويت منها ضبّا، فأتيت به رسول اللَّه فوضعته بين يديه، قال: فأخذ عودا بأصابعه وقال: إن أمة من بني إسرائيل مسخت دوابّ وإني لا أدرى أيّ الدواب هي؟ فلم يأكل ولم ينه».

وروى من عدة طرق كلها عن ثابت بن وديعة. ورواه ورقاء ومحمد بن فضيل، في جماعة، عن حصين، عن زيد بن وهب، عن ثابت بن زيد الأنصاري.

ورواه الحسن بن عمارة، عن عدي بن ثابت، عن زيد بن وهب، عن حذيفة.

ورواه شعبة، عن حصين، عن زيد بن وهب، عن حذيفة، واللَّه أعلم.

أخرجه ابن منده وأبو عمر.

وديعة: بفتح الواو وكسر الدال.

[٥٨١ - ثابت بن وقش]

(ب د ع س) ثابت بن وقش بن زعوراء الأنصاريّ. كذا نسبه ابن منده، وأبو نعيم.

وقال أبو عمر: ثابت بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل، فزاد في النسب: زغبة، وهو الصحيح، ومثله قال الكلبي.

استشهد بأحد، جعله النبي في الآطام (٢) هو وحسيل بن جابر أبو حذيفة بن اليمان، لما سار إلى أحد وهما شيخان كبيران، فقال أحدهما لصاحبه: ما ننتظر؟ واللَّه ما نحن إلا هامة (٣) اليوم أو غدا، فلو خرجنا، أفلا نأخذ أسيافنا ثم نلحق برسول اللَّه لعل اللَّه أن يرزقنا الشهادة؟ فأخذا أسيافهما حتى دخلا في الناس، ولم يعلم بهما، فأما ثابت فقتله المشركون، وأما حسيل فاختلف عليه أسياف المسلمين، وهم لا يعرفونه فقتلوه. قاله ابن منده وأبو نعيم.

وأما أبو موسى فإنه استدركه على ابن منده فقال: ثابت ورفاعة ابنا وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل، قتلا يوم أحد، وقتل معهما سلمة وعمرو ابنا ثابت، قال أبو موسى: فرّق ابن شاهين بين ثابت بن وقش هذا، وبين ثابت بن وقش بن زعوراء.

أخرجه الثلاثة وأبو موسى.

قلت: لا أشك أنهما واحد، وهذا فرق بعيد جدا، وإنما أسقط بعض الرواة زغبة من النسب، فإنّهم جرت عادتهم بمثله كثيرا، فلو أراد هذا المفرق بينهما أن ينسبهما لم يجد لهما إلا نسبا واحدا إلى زعوراء بن


(١) عبارة الاستيعاب: «وقد روى عنه البراء بن عازب حديثه في الضب».
(٢) آطام المدينة: أبنيتها المرتفعة كالحصون.
(٣) الهامة: الطائر وفي النهاية: «كانوا يزعمون أن عظام الميت، وقيل روحه تصير هامة فتطير، ويسمونه الصدى، فنفاه الإسلام ونهاهم عنه».

<<  <  ج: ص:  >  >>