بعد في الكوفيين، رأى النبي ﷺ في حجة الوداع، روى عنه الشعبي، وأبو إسحاق السبيعي.
روى إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: من سأل من غير فقر فإنما يأكل الجمر.
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مهران الفقيه، وغير واحد، قالوا بإسنادهم إلى أبى عيسى محمد بن عيسى، قال: حدثنا علي بن سعيد الكندي، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن مجالد، عن الشعبي، عن حبشي بن جنادة، قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ في حجة الوداع، وهو واقف بعرفة، أتاه أعرابي فأخذ بطرف ردائه، فسأله إياه فأعطاه وذهب، فعند ذلك حرمت المسألة، وقال رسول اللَّه ﷺ:
الصدقة لا تحل لغني، ولا لذي مرّة سويّ (١) إلا لذي فقر مدقع، ومن سأل الناس ليثرى به ماله كان خموشا في وجهه يوم القيامة، ورضفا من جهنم، فمن شاء فليقلّ ومن شاء فليكثر».
أخرجه الثلاثة.
[١٠٣٠ - حبة بن بعكك]
(ب س) حبّة بن بعكك، أبو السنابل بن بعكك القرشي العامري، كذا قاله أبو عمر.
وقال أبو موسى: حبة أبو السنابل بن بعكك بن الحارث بن السباق بن عبد الدار بن قصي، وقيل:
اسمه عمرو، وقول أبى موسى أنه من عبد الدار، أصح.
وقد ذكره أبو عمر في الكنى، كما ذكره أبو موسى، وكذلك ذكره الكلبي، وهو من مسلمة الفتح، وهو الّذي تزوج سبيعة الأسلمية بعد وفاة زوجها، ونذكره في الكنى، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
قال ابن ماكولا: حبة، يعنى بالحاء المهملة والباء الموحدة، ابن بعكك هو: أبو السنابل، قال:
وقال بعضهم: حنة، بالنون.
[١٠٣١ - حبة بن جوين]
(س) حبّة بن جوين، البجليّ ثم العرنىّ، أبو قدامة.
كوفي، من أصحاب على ﵁، ذكره أبو العباس بن عقدة في الصحابة،
وروى عن يعقوب ابن يوسف بن زياد، وأحمد بن الحسين بن عبد الملك، قالا: أخبرنا بصر بن مزاحم، أخبرنا عبد الملك ابن مسلم الملائي، عن أبيه، عن حبة بن جوين العرني البجلي، قال: لما كان يوم غدير خم دعا النبي ﷺ:
الصلاة جامعة، نصف النهار، قال: فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، أتعلمون أنى أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: نعم، قال: فمن كنت مولاه فعلى مولاه، اللَّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه، وأخذ بيد على حتى رفعها، حتى نظرت إلى آباطهما، وأنا يومئذ مشرك.
أخرجه أبو موسى.
(١) المرة: القوة، والسوي: الصحيح الأعضاء، وخموشا: خدوشا، والرضف: الحجارة المحماة.