للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأشاح: أي أعرض، وترد بمعنى جد وانكمش.

وقوله: فيرد ذلك على العامة بالخاصة: يعنى أن الخاصة تصل إليه فتستفيد منه، ثم يردون ذلك إلى العامة، ولهذا كان يقول: ليليني منكم أولو الأحلام والنهى.

يحذر الناس: أكثر الرواة على فتح الياء والذال والتخفيف، يعنى يحترس منهم، وإن روى بضم الياء وتشديد الذال وكسرها فله معنى، أي: إنه يحذر بعض الناس من بعض.

وقوله: لا يوطن الأماكن: يعنى لا يتخذ لنفسه مجلسا لا يجلس إلا فيه، وقد فسره ما بعده.

قاومه: أي قام معه.

وقوله: لا تؤبن فيه الحرم، أي: لا يذكرن بسوء، وقوله: ولا تنثى فلتأته أي: لا تذكر، والفلتات هو ما يبدر من الرجل، والهاء عائدة إلى المجلس.

وقوله لا يتفرقون إلا عن ذواق: الأصل فيه الطعام إلا أن المفسرين حملوه على العلم والخير لان الذوق قد يستعار. قال اللَّه تعالى ﴿فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ﴾ (١) أي لا يقومون من عنده إلا وقد استفادوا علما وخيرا.

والممغط: الذاهب طولا، يقال: تمغط في نشابته (٢): مدها مدا شديدا، فعلى هذا هو فعّل، وقيل: هو انفعل فأدغم، يقال: مغطه فانمغط وامتغط أي امتد.

والمطهم: البادن الكثير اللحم. والمكلثم المدور الوجه، وقيل: المكلثم من الوجه القصير الحنك الداني الجبهة المستدير الوجه، والجمع بين هذا وبين قوله: في وجهه تدوير وقوله سهل الخدين أنه لم يكن بالأسيل جدا، ولا المدور مع إفراط التدوير، بل كان بينهما، وهو أحسن ما يكون.

[ذكر جمل من أخلاقه ومعجزاته ]

كان رسول اللَّه أعبد الناس، قام في الصلاة حتى تفطرت قدماه (٣)، وكان أزهد الناس؛ لا يجد في أكثر الأوقات ما يأكل، وكان فراشه محشوا ليفا، وربما كان كساء من شعر.

وكان أحلم الناس يحب العفو والستر ويأمر بهما، وكان أجود الناس؛

قالت عائشة: «كان عند النبي ستة دنانير فأخرج أربعة وبقي ديناران، فامتنع منه النوم، فسألته فأخبرها، فقالت: إذا أصبحت فضعها في مواضعها، فقال: ومن لي بالصبح» وما سئل شيئا قط فقال: لا.

وكان أشجع الناس؛

قال على: «كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول اللَّه فكان أقربنا إلى العدو».

وكان متواضعا في شرفه وعلو محله؛ كانت الوليدة من ولائد المدينة تأخذ بيده في حاجتها، فلا يفارقها حتى تكون هي التي تنصرف،

وما دعاه أحد إلا قال: لبيك.


(١) النحل: ١١٢.
(٢) أي: النبل.
(٣) تشققت.

<<  <  ج: ص:  >  >>