للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٠٨٧ - سعيد بن عبيد القاري]

(ع س) سعيد بن عبيد القاري. وقيل: سعد، وقد تقدم، روى عبد الرزاق عن الثوري، عن قيس بن مسلم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سعيد بن عبيد، وكان يدعى في زمن النبي :

القاري، وكان لقي عدوّا فانهزم منهم، فقال له عمر: هل لك في الشام، لعل اللَّه أن يمن عليك بالشهادة؟ قال: لا، إلا العدوّ الّذي فررت منهم، قال: فخطبهم بالقادسية، فقال: إنا لاقو العدوّ غدا إن شاء اللَّه، وإنا مستشهدون، فلا تغسلوا عنا دما، ولا نكفّن إلا في ثوب كان علينا.

أخرجه أبو نعيم وأبو موسى، وقال أبو موسى: أورده أبو زكريا مستدركا على جده، يعنى ابن منده، وأورده جدّه في سعد؛ إلا أن الطبراني وغيره أوردوه في سعد، وسعيد جميعا. قلت: وقد أورده أبو نعيم فيهما جميعا، وقد أخذ بعض العلماء، وهو عبد الغنى بن سرور المقدسي (١) على أبى نعيم هذه الترجمة، وقال: قال - يعنى أبا نعيم: سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أميّة القاري الأنصاري، وذكر ما تقدم ذكره في سعد بن عبيد من شهوده بدرا وغير ذلك، ثم قال: وقال، يعنى أبا نعيم، بعد تراجم كثيرة: سعد بن النعمان بن قيس بن عمرو الظفري شهد بدرا، قال: وروى، يعنى أبا نعيم، بإسناده عن عروة فيمن شهد بدرا من الأنصار:

سعد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية الظفري، فان أبا نعيم أسقط أباه ونسبه إلى جده، فإنه سعد بن عبيد بن النعمان، وقال: ذكر أبو نعيم في ترجمة أخرى في باب سعيد:

سعيد بن عبيد القاري، وكان لفي عدوا فانهزم منهم، فقال عمر: هل لك في الشام؟ وقد ذكرناه في هذه الترجمة، قال عبد الغنى: هذه التراجم الثلاث لرجل واحد، وهو سعد بن عبيد ابن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية القاري المذكور في الترجمة الأولى، والترجمة التي قال فيها: سعيد، لا قائل به.

قلت: هذا القول وهم منه، فإن أبا نعيم قد روى سعيدا عن الطبراني، وهو الإمام الثقة الحافظ، وقال أبو موسى، كما ذكرناه عنه أول الترجمة: أورده أبو زكريا مستدركا على جده، وأورده جدّه في سعد، إلا أن الطبراني وغيره أوردوه في سعد، وسعيد جميعا، فهذا كلام أبى موسى يوافق أبا نعيم في أن الطبراني أخرجه، وزاد على أبى نعيم بقوله: «وغيره» فكيف يقول عبد الغنى: لا قائل به. فلو ترك أبو نعيم هذه الترجمة كما تركها ابن منده لاستدركوه عليه،


(١) هو أبو محمد عبد الغنى بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي، ولد سنة ٥٤١، وقد انتهى إليه حفظ الحديث متنا وإسنادا ومعرفة بفنونه، مع الورع والعبادة، وتوفى سنة ٦٠٠، ينظر العبر للذهبي: ٤/ ٣١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>