للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«ارتقى النبي على المنبر درجة فقال: آمين فقيل له: علام أمّنت يا رسول اللَّه؟ فقال: أتاني جبريل فقال: رغم أنف من أدرك رمضان فلم يغفر له، قل: آمين».

روى ابن أبي ذئب عن إسحاق بن يزيد قال: رأيت أنس بن مالك مختوما في عنقه ختمه الحجاج، أراد أن يذله بذلك، وكان سبب ختم الحجاج أعناق الصحابة ما ذكرناه في ترجمة سهل بن سعد الساعدي.

وهو من المكثرين في الرواية عن رسول اللَّه ، روى عنه ابن سيرين، وحميد الطويل، وثابت البنانيّ، وقتادة، والحسن البصري، والزهري، وخلق كثير.

وكان عنده عصية لرسول اللَّه فلما مات أمر أن تدفن معه، فدفنت معه بين جنبه وقميصه.

أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة اللَّه، بإسناده إلى عبد اللَّه بن أحمد، قال: حدثني أبي، أخبرنا يزيد، أخبرنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال:

أخذت أم سليم بيدي فأتت بي رسول اللَّه فقالت: يا رسول اللَّه، هذا ابني، وهو غلام كاتب، قال: فخدمته تسع سنين، فما قال لي لشيء قط صنعته: أسأت أو بئس ما صنعت ..

ودعا له رسول اللَّه بكثرة المال والولد، فولد له من صلبه ثمانون ذكرا وابنتان، إحداهما:

حفصة، والأخرى: أم عمرو، ومات وله من ولده وولد ولده مائة وعشرون ولدا، وقيل: نحو مائة.

وكان نقش خاتمه صورة أسد رابض، وكان يشد أسنانه بالذهب، وكان أحد الرماة المصيبين، ويأمر ولده أن يرموا بين يديه، وربما رمى معهم فيغلبهم بكثرة إصابته، وكان يلبس الخز ويتعمم به.

واختلف في وقت وفاته ومبلغ عمره، فقيل: توفى سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة اثنتين وتسعين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين، وقيل: سنة تسعين.

قيل: كان عمره مائة سنة وثلاث سنين، وقيل: مائة سنة وعشر سنين، وقيل: مائة سنة وسبع سنين، وقيل: بضع وتسعون سنة، قال حميد: توفى أنس وعمره تسع وتسعون سنة، أما قول من قال مائة وعشر سنين ومائة وسبع سنين فعندي فيه نظر، لأنه أكثر ما قيل في عمره عند الهجرة عشر سنين، وأكثر ما قيل في وفاته سنة ثلاث وتسعين، فيكون له على هذا مائة سنة وثلاث سنين، وأما على قول من يقول إنه كان له في الهجرة سبع سنين أو ثمان سنين فينقص عن هذا نقصا بينا واللَّه أعلم.

وهو آخر من توفى بالبصرة من الصحابة، وكان موته بقصره بالطّفّ (١)، ودفن هناك على فرسخين من البصرة، وصلّى عليه قطن بن مدرك الكلابي. أخرجه الثلاثة.

[٢٥٩ - أنس بن مدرك]

(س) أنس بن مدرك. قال أبو موسى: ذكره ابن شاهين في الصحابة.

أخبرنا محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى الأصفهاني كتابة، أخبرنا الحسن بن أحمد إذنا، عن كتاب أبى أحمد العطار، أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان، أخبرنا محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله قال:


(١) في مراصد الاطلاع: الطف: ما أشرف من أرض العرب على ريف العراق.

<<  <  ج: ص:  >  >>