للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معاوية بن حديج فتوفى بها، فأمرهم أن يسوّوا عليه قبره، فدفنوه بالموضع المعروف بالبلوية اليوم بالقيروان.

روى ابن لهيعة، عن عبيد اللَّه بن المغيرة، عن أبي قيس - مولى بنى جمح - قال: سمعت أبا زمعة البلوى - وكان من أصحاب الشجرة - أنه قال وقد بلغه عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص بعض التشديد، فقال: لا تشدّدوا على الناس، فإنّي سمعت رسول اللَّه يقول: قتل رجل من بني إسرائيل تسعة وتسعين نفسا، ثمّ أتى إلى راهب فقال: إني قتلت تسعة وتسعين نفسا فهل لي من توبة؟ فقال: لا، فقتل الراهب. ثمّ أتى إلى راهب آخر فقص عليه قصته، فقال: إن اللَّه غفور رحيم فتب إليه. فتاب ولزمه، وصار من عظماء بني إسرائيل (١).

أخرجه الثلاثة.

[٥٩٠٩ - أبو الزوائد اليماني]

(ع س) أبو الزّوائد اليمانىّ.

روى سليم بن مطير، عن أبيه، عنه قال: كنت مع رسول اللَّه في حجة الوداع، فسمعته يقول: خذوا العطاء ما كان عطاء، فإذا تجاحفت قريش الملك فيما بينها وصار العطاء رشوة على دينكم، فلا تأخذوه (٢).

وروى معمر بن بكار، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: أوّل من صلى الضحى رجل من أصحاب النبيّ كان يكنى بأبي الزوائد.

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.

قلت: قد تقدّم في الذال من الأسماء «ذو الزوائد». وهو الصحيح، أخرجه هناك الثلاثة، وقالوا: «الجهنيّ». وجعله أبو نعيم وأبو موسى هاهنا يمانيّا، فإن أراد أنه كان يسكن بلاد اليمن فليس كذلك، إنما كان يسكن المدينة، وإن أراد أنه من قبائل اليمن فهو يستقيم على قول من يجعل قضاعة من حمير، وجهينة من قضاعة. وقول أبى أمامة «إنه أوّل من صلى الضحى» ففيه نظر، فإنه قد صح عن أم هانئ بنت أبي طالب أن النبي صلّى الضحى بمكة يوم الفتح، ولعله لم يصل إليه.


(١) أخرجه البغوي في معجمه، انظر الإصابة: ٤/ ٧٧.
(٢) أخرجه أبو داود في سننه في كتاب الخراج والإمارة، باب «في كراهية الاقتراض في آخر الزمان»، الحديث ٢٩٥٩: ٣/ ١٣٨، عن هشام بن عمار، عن سليم، عن أبيه، عن رجل سمعه من رسول اللَّه .

<<  <  ج: ص:  >  >>