للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شريف: بضم الشين المعجمة وفتح الراء. وجروة: بالجيم والراء. وأسيد: بضم الهمزة وفتح السين وتشديد الياء تحتها نقطتان، والمحدثون ينسبون إليه بالتشديد أيضا، وأهل العربية يخففون. ورباح بالباء الموحدة، وقيل بالياء تحتها نقطتان، والأول أكثر.

١٢٨١ - حنظلة بن أبي عامر

(ب د ع) حنظلة بن أبي عامر. وقال ابن إسحاق: اسم أبى عامر: عمرو بن صيفي بن زيد بن أمية ابن ضبيعة، ويقال: اسم أبى عامر: عبد عمرو بن صيفي بن زيد بن أمية بن ضبيعة، وقال ابن الكلبي:

حنظلة بن أبي عامر الراهب بن صيفي بن النعمان بن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد بن عوف بن عمرو ابن عوف بن مالك بن الأوس بن حارثة، الأنصاري الأوسي، ثم من بنى عمرو بن عوف.

وكان أبوه أبو عامر يعرف بالراهب في الجاهلية، وكان أبو عامر وعبد اللَّه بن أبىّ بن سلول قد حسدا رسول اللَّه على ما منّ اللَّه به عليه، فأما عبد اللَّه بن أبىّ فأضمر النفاق، وأما أبو عامر فخرج إلى مكة، ثم قدم مع قريش يوم أحد محاربا، فسماه رسول اللَّه : الفاسق. وأقام بمكة فلما فتحت هرب إلى هرقل والروم فمات كافرا هنالك سنة تسع، وقيل: سنة عشر، وكان معه كنانة بن عبد ياليل، وعلقمة بن علاثة، فاختصما في ميراثه إلى هرقل، فدفعه إلى كنانة، وقال لعلقمة: هما من أهل المدر، وأنت من أهل الوبر.

وأما حنظلة ابنه فهو من سادات المسلمين وفضلائهم، وهو المعروف بغسيل الملائكة، وإنما قيل له ذلك لما

أخبرنا أبو جعفر بن السمين البغدادي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول اللَّه قال: إن صاحبكم لتغسله الملائكة، يعنى حنظلة، فسألوا أهله: ما شأنه؟ فسئلت صاحبته فقالت: خرج وهو جنب حين سمع الهائعة (١) فقال رسول اللَّه :

لذلك غسلته الملائكة، وكفى بهذا شرفا ومنزلة عند اللَّه تعالى.

ولما كان حنظلة يقاتل يوم أحد التقى هو وأبو سفيان بن حرب، فاستعلى عليه حنظلة وكاد يقتله، فأتاه شداد بن الأسود المعروف بابن شعوب الليثي، فأعانه على حنظلة، فخلص أبا سفيان، وقتل حنظلة، وقال أبو سفيان:

ولو شئت نجتنى كميت طمرّة (٢) … ولم أحمل النعماء لابن شعوب

وقيل: بل قتله أبو سفيان بن حرب، وقال: حنظلة بحنظلة، يعنى بحنظلة الأول هذا غسيل الملائكة، وبحنظلة الثاني ابنه حنظلة، قتل يوم بدر كافرا.

روى قتادة عن «أنس قال: افتخرت الأوس والخزرج، فقالت الأوس: منا غسيل الملائكة:

حنظلة، ومنا الّذي حمته الدّبر (٣): عاصم بن ثابت، ومنا الّذي اهتز لموته عرش الرحمن: سعد بن معاذ،


(١) الهائعة والهيعة: الصيحة التي فيها الفزع.
(٢) البيت في سيرة ابن هشام: ٢/ ٧٥، والطمرة: الفرس السريعة الوثب.
(٣) هي ذكور النحل.

<<  <  ج: ص:  >  >>