أخبرنا عبد الوهاب بن هبة اللَّه بن أبي حبة بإسناده إلى عبد اللَّه بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا يعقوب، أخبرنا أبى، عن ابن إسحاق، حدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن محمود بن لبيد، أخي بنى عبد الأشهل، عن سلمة بن سلامة بن وقش، وكان من أصحاب بدر، قال: كان لنا جار يهودي في بنى عبد الأشهل، قال: فخرج علينا يوما من بيته حتى وقف على مجلس بنى عبد الأشهل - قال سلمة: وأنا يومئذ أحدث القوم سنا؛ عليّ بردة لي مضطجعا فيها، بفناء أهلي - فذكر البعث والقيامة والحساب والميزان والجنة والنار، قال ذلك لقوم من أهل شرك أصحاب أوثان، فقالوا: ويحك يا فلان، ترى أن هذا كائن! أن الناس يبعثون بعد موتهم، إلى دار فيها جنة ونار، يجزون بأعمالهم! قال: نعم، والّذي يحلف به. قالوا: وما آية ذلك؟ قال: نبي يبعث من نحو هذه البلاد، وأشار بيده إلى مكة … وذكر الحديث.
وروى الليث بن سعد، عن زيد بن جبيرة، عن محمود بن جبيرة، عن سلمة بن سلامة أنهما دخلا وليمة، وسلمة على وضوء، فأكلوا ثم خرجوا، فتوضأ سلمة، فقلنا: ألم تكن على وضوء؟ فقال: بلى، ولكن الأمور تحدث، وهذا مما أحدث.
وروى عن محمود بن جبيرة، عن أبيه، عن سلمة بن سلامة، وهو أصح.
وتوفى سنة أربع وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة، وقال أبو أحمد العسكري: توفى سنة خمس وأربعين، واللَّه أعلم.
أخرجه الثلاثة.
٢١٧١ - سلمة بن أبي سلمة القرشي
(ب د ع) سلمة بن أبي سلمة، عبد اللَّه بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، ربيب النبي ﷺ، أمه أم سلمة.
هاجر به أبوه أبو سلمة وأمه أم سلمة إلى المدينة وهو صغير، وبه كانا يكنيان وهو الّذي عقد النكاح لرسول اللَّه على أمّه أم سلمة، فلما زوّجه رسول اللَّه ﷺ أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب أقبل على أصحابه، وقال: هل تروني كافأته؟ وكان أسن من أخيه عمر بن أبي سلمة، وعاش إلى أيام عبد الملك بن مروان، لا تعرف له رواية، وليس له عقب.