للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فجعل يمسح دموعها بيده، وجعلت تزداد بكاء وهو ينهاها، فنزل رسول اللَّه بالناس، فلما كان عند الرواح قال لزينب بنت جحش: يا زينب، أفقرى (١) أختك جملا - وكانت من أكثرهن ظهرا قالت: أنا أفقر يهوديتك؟! فغضب النبي حين سمع ذلك منها، فلم يكلمها حتى قدم مكة، وأيام منى في سفره حتى رجع إلى المدينة، ومحرم وصفر، فلم يأتها ولم يقسم لها، ويئست منه، فلما كان شهر ربيع الأوّل دخل عليها، فلما رأت ظله قالت:

هذا ظل رجل، وما يدخل عليّ رسول اللَّه !

فدخل النبي ، فلما رأته قالت: يا رسول اللَّه، ما أصنع؟ قالت (٢): وكانت لها جارية تخبؤها من النبي فقالت: فلانة لك.

قال: فمشى النبي إلى سرير صفية، وكان قد رفع، فوضعه بيده (٣)، ورضى عن أهله (٤).

وروى عنها علي بن الحسين قالت: جئت إلى النبي أتحدث عنده، وكان معتكفا في المسجد، فقام معي يبلغني بيتي، فلقيه رجلان من الأنصار - قالت: فلما رأيا رسول اللَّه رجعا، فقال: تعاليا فإنّها صفية. فقالا: نعوذ باللَّه! سبحان اللَّه! يا رسول اللَّه. فقال: إن الشيطان ليجرى من ابن آدم مجرى الدم (٥).

وتوفيت سنة ست وثلاثين. وقيل: سنة خمسين.

أخرجها الثلاثة.

[٧٠٥٦ - صفية بنت الخطاب]

صفيّة بنت الخطاب، أخت عمر بن الخطاب. وهي امرأة قدّامة بن مظعون. وقد ذكرناها في قدامة (٦).

ذكرها الغساني.


(١) في المطبوعة: «أقفرى». والصواب ما أثبتناه. وأفقره بعيره: أعاره إياه.
(٢) في المطبوعة والمصورة: «قال». والمثبت عن المسند.
(٣) لفظ المسند: «فوضعه بيده، ثم أصاب أهله، ورضى عنهم».
(٤) مسند الإمام أحمد: ٦/ ٣٣٧ - ٣٣٨.
(٥) مسند الإمام أحمد: ٦/ ٣٣٧.
(٦) انظر: ٤/ ٣٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>