مكحول، عن أبي فاطمة أنه قال: يا رسول اللَّه، حدّثنى بعمل أستقيم عليه وأعمله. قال:
عليك بالجهاد في سبيل اللَّه، فإنه لا مثل له. قال: يا رسول اللَّه، حدّثنى بعمل أستقيم عليه وأعمله. قال: عليك بالهجرة فإنّها لا مثل لها. قال: يا رسول اللَّه، حدّثنى بعمل أستقيم عليه وأعمله. قال: عليك بالسجود فإنك لا تسجد للَّه سجدة إلا رفعك بها درجة، وحطّ عنك بها خطيئة.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
قلت: قد ذكر أبو نعيم في هذه الترجمة فقال: إنه ضمرى. وقيل: أزدىّ. وروى له حديث السجود الّذي رواه أبو عمر في ترجمة (أبى فاطمة الدّوسى)، كما ذكرناه قبل. وروى ابن منده لهذا حديث الصحّة الّذي رواه أبو نعيم وأبو عمر في ترجمة الدّوسى، إلا أن أبا نعيم قال في الدّوسى - وذكره بعد الضمريّ - فقال: فصله بعض المتأخرين - يعنى ابن منده - وهو المتقدّم. فبرئ بهذا من الردّ عليه، وهما واحد. والحق مع أبي عمر وأبى نعيم، وقد ذكره ابن أبي عاصم وذكر له حديث السجود، وحديث
«أيكم يحبّ أن يصح؟»، جعلهما أيضا واحدا، واللَّه أعلم.
وقد ذكر أبو موسى حديث أبي فاطمة، وقوله للنّبيّ:«أخبرنا بعمل نستقيم عليه»، وذكر السجود حسب، وجعله في ترجمة أبى فاطمة الأنصاري، فلا أدرى من أين له هذا؟ ولا شك أنه غلط من بعض الرواة، واللَّه أعلم.
[٦١٥٢ - أبو فالج الأنماري]
(د) أبو فالج الأنماريّ.
أدرك النبي ﷺ وأكل الدم في الجاهلية. روى عنه محمد بن زياد الألهاني الحمصي موقوفا. وقد ذكره أحمد بن حنبل في مسندة، وروى عنه ما يدل على أنه لم يصحب، والحديث مذكور في أبى عنبة الخولانيّ، فليطلب منه.